Site icon IMLebanon

قطار الحكومة إلى محطة الخميس وعون إلى الشارع

قطار الحكومة إلى محطة الخميس وعون إلى الشارع كيف تقرأ أوساط سلام التصعيد قبل الجلسة؟

فيما يجهد الفريق المسلم بجناحيه السني والشيعي عبر طاولة الحوار لتلافي الانزلاق نحو الفتنة ومنع الشارع من ان يكون مسرحاً لتنفيس الاحتقان، يفشل الحوار المسيحي على ضفتي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” في التلاقي على مفهوم واحد لحماية حقوق المسيحيين وصحة تمثيلهم، وهو ما أدى برئيس التيار البرتقالي إلى التوجه نحو الشارع سعياً وراء وسيلة ضغط فشل في ممارستها على طاولة مجلس الوزراء.

في أول تعبير واضح وصريح عن النيات التصعيدية، قرر عون استعمال الشارع المسيحي مرة جديدة في عملية عرض عضلات يمارسها لتوجيه أكثر من رسالة وفي أكثر من اتجاه. يستهدف اولا الحليف الشيعي لإحراجه ودفعه نحو موقف أكثر تضامنا معه، لإدراكه أن هذا الحليف لا يمكنه التخلي عنه بعدما وفر له الغطاء المسيحي والشرعية لتورطه في الجبهات خارج الحدود اللبنانية. والرسالة الثانية في اتجاه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لدفعه إلى إعادة النظر في حساباته ومواقفه نتيجة استعراض القوة والتمثيل الذي يسعى اليه الجنرال على إيقاع الاستفتاء الذي دعا اليه.

أما الرسالة الاهم والاقسى، فذهبت في اتجاه رئيس الحكومة تمّام سلام والفريق السني الذي يمثله “تيار المستقبل” عندما قرر مواجهة الحكومة في الشارع وساوى بين ” السيف الذي يقضي على المسيحيين والقضاء علينا هنا في السياسة”.

لاقت رسالة عون الاخيرة إستياء كبيراً في أوساط رئيس الحكومة التي أعربت عبر “النهار” عن أسفها لما آلت اليه أمور الجنرال فدفعته إلى هذه المقاربة المرفوضة شكلا ومضمونا، مشيرة الى أن المقارنة التي أجراها بين فريق لبناني وطني وتنظيم إرهابي لا تدل إلا على ان الرجل يتصرف بعصبية، وقد باتت مواقفه المرتبطة بحسابات شخصية لها علاقة بترشحه للرئاسة وترشيح صهره لقيادة الجيش مصدر قلق وخطر على صيغة التعايش التي طالما آمن بها اللبنانيون وعملوا من اجلها وحافظوا عليها رغم كل ما يحيط بلبنان في المنطقة من ألسنة النار الارهابية والتكفيرية القائمة على عصبيات مذهبية واصوليات طائفية.

وترى الاوساط ان عون أخطأ كثيرا بمساواته هذه، وهو لا يزال يمعن في الخطأ عندما يستبق جلسة مجلس الوزراء الخميس بدعوة مناصريه للنزول إلى الشارع. وتسأل: “هل التهديد بالقوة لأخذ الحقوق المسيحية هو الذي يحقق الهدف، أو النزول إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ وتضيف: “لماذ يجرّ عون الشارع المسيحي إلى الصدام والسلبية تحت شعار تمثيل المسيحيين ويتناسى أن هناك فريقا مسيحيا لا يقل وزنا وتمثيلا ممثل في الحكومة ويتحدث بإسم المسيحيين أيضاً، ولكن بمقاربة صحيحة ودستورية؟

ولدى سؤال الاوساط عن انعكاسات هذا التصعيد على الجلسة الحكومية، تجيب بأن كل المعلومات المتوافرة حتى الآن تشير إلى أن الجلسة ستكون حتما صاخبة في ظل تمسك عون بموقفه التصعيدي. لكنها تضيف أن رئيس الحكومة مصمم وعازم على المضي في تفعيل عمل الحكومة، وهو سيدخل الجلسة ويطرح جدول الاعمال المتراكم على طاولة البحث، ولن تثنيه عن ذلك أي مقاطعة من خارج سياق الجلسة وبنودها.

وتستبعد الاوساط أن تؤثر حركة الاتصالات الجارية في تغيير موقف عون، مشيرة إلى ان ما وصفته بـ”رهانات او حسابات خاطئة” لدى رئيس التيار ستدفعه الى الاستمرار على موقفه.

في المقابل، تؤكد مصادر وزارية ان التصعيد المتوقع في الجلسة سيبقى محكوما بمجموعة عوامل باتت من الثوابت في المرحلة الراهنة:

– إن هز الحكومة غير وارد، ورئيسها كان تلقى جرعات دعم كبيرة محلية وخارجية لقاء مواقفه في الجلسة الاخيرة تدعوه الى الاستمرار على هذا النهج صوناً للحكومة التي تشكل آخر معقل دستوري فاعل في البلاد بعد تعطل الرئاسة والمجلس النيابي.

– إن ثمة توافقا على تفعيل الحكومة مقابل تفعيل السلطة التشريعية. وتؤكد المصادر في هذا المجال ان مرسوم الدورة الاستثنائية سيكون منجزا الاسبوع المقبل وسيحظى بكل التواقيع اللازمة وكالة عن توقيع رئيس الجمهورية.

– إن زعزعة الاستقرار غير واردة تحت اي مسمى. وإذا تعذر ولوج الفتنة من الباب السني – الشيعي لوعي الفريقين اخطارها الكبيرة على كليهما، فهذا لا يعني السماح بولوجها من باب الشارع المسيحي بسبب وجود ثغرة ضعيفة لدى هذا الفريق يمكن النفاذ عبرها.

– إن وقوف “حزب الله” الى جانب عون في السياسة لن يصل إلى درجة التفريط بالحكومة او تعريضها للخطر او زعزعة الاستقرار الداخلي. وقد عبر الشيخ نعيم قاسم عن هذا الموقف بوضوح.