Site icon IMLebanon

حكومة عابرة لا ثابتة

لم يفرح الكثيرون بخلاص الحكومة من الانهيار.

كان اللبنانيون يفضّلون انهيارها، لا انهيار البلاد.

همّهم الأوحد انصبّ على المساعدات الدولية، وهي تقارب الأربعماية ألف دولار أميركي.

ربما كانوا يتمنّون حكومة منسجمة.

أو متوافقة على نهج سياسي، لأنها أفضل بكثير من حكومة جرى الاتفاق عليها، وعلى استمرارها، ولا اتفاق بين مكوناتها السياسية على شيء.

قد تكون الحكومة قد تجاوزت مشاكلها والتباينات الى حين، لكنها ليست حكومة المصلحة الوطنية كما سمّيت عندما أبصرت النور.

من حق السادة الوزراء، ان تكون لهم آراؤهم الخاصة والعامة، ولكن، لا حق لأحد منهم، ان يفتح حساباً لمصالحه، أو أن تكون له، مخططات ومقترحات متباينة، مع خطط زملائه، ولكل منهم توجهاته والأفكار.

لا أحد كان مسروراً، لأن لبعض الوزراء، مقترحاتهم المتبايتة مع زملائهم حول التعيينات، ولا سيما في المناصب الأساسية.

ولا أحد كان مسروراً أيضاً، لأن بعض الوزراء راح يغنّي كل منهم على ليلاه، وليلى في الوطن مريضة وعليلة.

طبعاً، كان من واجب حكومة الرئيس سلام، ان تتجاوز أزمة النفايات ولو يدرس امكانات تسفيرها الى الخارج، أو استثمارها في مجالات حيوية، ولكن، لا أحد يبرّر صراعاتها على المغانم، وهي عديدة وكثيرة، كما ان ذهنية التفرّد في النهج، ليست هي المطلوبة، عندما تكون البلاد في أزمات خانقة وخطيرة.

أكبر كارثة على البلاد، عندما يفتح كل وزير حسابات مستقلّة، عوضاً عن التوافق على نهج واحد، وفق مصلحة عامة لا خاصة.

وحكومة تختلف على آلية عملها، وتتصارع على الأهداف والمبادئ، ليست حكومة الوحدة الوطنية.

ثمة في البلاد دستور، لكن، لكل مكونات الحكومة دستورها والمفاهيم، وهي تكاد تغرق في الأزمات، وأحياناً في الأوحال السياسية.

طبعاً، ليست هذه، هي الحكومة التي تقود البلاد الى معارج الفلاح والنصر، ولا الحكومة التي ينعم فيها المواطنون بالسلام والاستقرار.

البلاد الآن تسير من أزمة الى أزمة، والوزراء، مع احترام الجميع لقدراتهم والامكانات، فان الواجب يدعو الجميع الى الوحدة والوئام والوفاق، والاتفاق على أسلوب جديد، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وعيب على السادة الوزراء، وهم يواجهون أكبر أزمة نفايات، ان يتصرفوا، وكأن في لبنان، ظروفاً عادية، ولا تتربص بهم أخطار كبرى تهدّد مصيرهم بالضمور والانحسار.

هذه الحكومة تجاوزت عقبات ومصاعب لكن، ليفكر المواطنون بما آلت اليه أوضاعهم، والجرائم تذهب بالأبرياء حيناً، وبالأبطال، من أبناء المؤسسة العسكرية أحيانا، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث.