Site icon IMLebanon

مخارج حكومية «تستوعب» عرسال.. والتعيينات العسكرية

مقبل يستغرب تصعيد عون.. والمشنوق لن يطرح أسماء

مخارج حكومية «تستوعب» عرسال.. والتعيينات العسكرية

ظل رئيس الحكومة تمام سلام، عشية جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم، يتابع الاتصالات الجارية لمعالجة طريقة تعامل الحكومة مع الوضع في جرود عرسال والتعيينات الأمنية والعسكرية، وسط توقعات وزارية بأن يجري استيعاب قضية عرسال بعد النقاش المستفيض الذي يشارك فيه اليوم تسعة وزراء طلبوا الكلام في الجلسة الماضية، من حيث تأكيد «مسؤولية الدولة في حماية حدودها الشرقية وحماية بلدة عرسال وأهلها من أي تهديد يمثله الارهابيون المتحصنون في الجرود»، بما يؤدي الى طي هذا الملف بعدما أخذ أبعاداً خطيرة، ترى اوساط «8 آذار» أنه بسبب «الاستثمارات والمزايدات السياسية والشعبوية، التي صورت ان بلدة عرسال هي المستهدفة من قبل المقاومة، في حين أن ما طرحه حزب الله هو وضع تصور رسمي لمعالجة وجود المسلحين على تخوم البلدة وفي بعض أحيائها وحماية البلدة والقرى المجاورة من خطرهم، ولم يقل يوماً أي مسؤول في الحزب انه يريد التعرض لعرسال واهلها».

وفي هذا السياق، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ «السفير»، ان قضية عرسال ذاهبة الى الاستيعاب والحل بعد توضيح كل الامور في جلسة اليوم، «انطلاقاً من مسؤولية الدولة، وخاصة الجيش، في الحفاظ على امن عرسال وأمن القرى المجاورة وسلامة سكانها»، وقال: «ستشهد الجلسة نقاشاً سياسياً حول الموضوع، ولا اعتقد أن النقاش سيصل الى ما يهدد الحكومة وتماسكها او يهدد السلم الاهلي».

واذا كانت المصادر الوزراية ترى ان قضية عرسال قابلة للحل والتفاهم، فإنها تعتبر أن ازمة التعيينات الامنية هي القضية الاساس التي تهدد الحكومة لا قضية عرسال، بعد التصعيد الكبير في مواقف «التيار الوطني الحر» المطالب بإجراء التعيينات ورفضه تمديد ولاية القادة الأمنيين والعسكريين، وسط توقعات متضاربة حول مصير الحكومة، فثمة من يتوقع ألا يذهب هذا الملف الى حدود خطيرة تهدّد الحكومة، وأن يتمّ التوصل الى سيناريو مقبول لدى الجميع يحفظ أولاً وقبل كل شيء هيبة المؤسسات الأمنية والعسكرية وقادتها، خاصة أن هذه المؤسسات، لا سيما الجيش، تخوض حرباً فعلية لا هوادة فيها ضد الإرهابيين، وحققت إنجازات كبيرة في هذا المجال. لكن المخارج لا زالت تحتاج الى بعض الوقت.

ولكن هناك مصادر في «فريق 8 آذار» تتوقع أن يتم تعطيل الحكومة من خلال تطيير جلسات مجلس الوزراء من دون لجوء وزراء «تكتل التغيير والإصلاح» وبعض حلفائهم الى الاستقالة او الاعتكاف، بل بعدم الموافقة على عقد الجلسات وعلى جدول الأعمال لأي جلسة، قبل الانتهاء من الاتفاق على بند التعيينات العسكرية والأمنية.

وقال وزير الداخلية لـ «السفير» حول ما يتردّد عن مقترحات صارت جاهزة بخصوص التعيينات: «لا شيء عندي حتى الآن والاتصالات لم تصل الى أي نتيجة، وانا لن أطرح في جلسة الاثنين (اليوم) أي اسماء او مقترحات، ولا صحة لما يُشاع أني سأطرح ثلاثة اسماء لقيادة قوى الامن الداخلي يختار مجلس الوزراء من بينها، لأن تعيين مدير عام قوى الامن لا يخضع لمعايير مجلس الخدمة المدنية بل لقانون قوى الامن الداخلي، وأنا سأتخذ القرار في الوقت المناسب وفي اللحظة الاخيرة، يعني ربما في جلسة الخميس العادية لمجلس الوزراء (حيث تكون قد انتهت ولاية اللواء ابراهيم بصبوص)، وهناك مثل بريطاني يقول: عندما نصل الى الجسر نعبره.. وعندما نصل الى اللحظة المناسبة لاتخاذ قرار سنتخذه».

ورجّحت مصادر وزارية في «فريق 8 آذار» ان يتم في جلسة الخميس تأخير تسريح اللواء بصبوص الى أواسط ايلول المقبل، موعد انتهاء مهلة التجديد لقائد الجيش، بحيث تصبح قيادتا الجيش وقوى الامن الداخلي امام مفصل تعيين قائدين جديدين، «ومن الآن الى ايلول يخلق الله ما لا تعلمون»، وفق ما تقول تلك المصادر الوزارية.

وسألت «السفير» وزير الدفاع سمير مقبل عن المخارج الممكنة بعد مواقف العماد عون من قضية التعيينات الامنية، فقال: «الجنرال بيمون، وهو رجل موزون وذكي، ولا أعرف لماذا يتدحرج نحو التصعيد بهذا الشكل»، واعداً بالكلام «عندما يحين الوقت».

سلام إلى السعودية غداً

من جهة ثانية، بدأ رئيس الحكومة تمام سلام امس، التحضر لزيارة السعودية غداً الثلاثاء، على رأس وفد وزاري يضمّ كلاً من: نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الخارجية جبران باسيل، وزير الصحة وائل ابو فاعور، وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي. ويلتقي سلام الملك سلمان بن عبد العزيز ظهر الاربعاء وعدداً من كبار المسؤولين السعوديين، ويحمل ملفات سياسية وأمنية واجتماعية، وتمنيات بأن تساهم المملكة في تنفيذ عدد من مشاريع التنمية الملحة ومساعدة لبنان على تحمل ومعالجة أعباء ازمة النازحين السوريين وغير السوريين، ومكافحة الارهاب الرابض على حدوده.

وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق في هذا المجال لـ «السفير» إن ابرز اهداف الزيارة هو التأكيد على متانة وأهمية العلاقات بين لبنان والسعودية، خاصة بالنسبة الى لبنان، «فإذا بقي النظام اللبناني صامداً حتى الآن في حين تهاوت أنظمة كثيرة في المنطقة، فالفضل يعود الى السعودية والى اتفاق الطائف. والمملكة كانت ولا زالت الى جانب الدولة في لبنان بكل خياراتها منذ التسعينيات وحتى اليوم، من هنا تنبع أهمية الزيارة وتكريس حسن العلاقات مع السعودية».

وأوضح المشنوق، ان الوزراء المرافقين للرئيس سلام سيعقدون اجتماعات عمل مع نظرائهم السعوديين للبحث في تمتين العلاقات الثنائية.