مع بداية كل موسم شتاء، تبدأ معاناة المواطنين في القرى والبلدات العكارية، من الطرق وفيضان الأقنية، الى إنقطاع الكهرباء المتواصل. وفي هذا الإطار، أجاب محافظ عكار المحامي عماد اللبكي في حديثٍ لـ»الجمهورية» على شكاوى المواطنين.
في تعميم أصدره اللبكي قبل ما يقرب الشهرين، أعلن «أنه بناءً لتعميم وزير الداخلية والبلديات 5/2017 تاريخ 30/8/2017 وعطفاً على المادة 74 من قانون البلديات، التي تحدّد اختصاص رئيس البلدية، يطلب إلى كل البلديات واتحادات البلديات، العمل على تنظيف الأقنية وعبّارات المياه في كل الطرق، قبل حلول موسم الشتاء، حفاظاً على السلامة العامة».
وفي السياق، أوضح اللبكي أنه «في بداية كل فصل شتاء، نرسل تعميماً إلى البلديات سواءٌ عِبرنا مباشرةً أو بالإستناد إلى تعاميم صادرة عن وزير الداخلية والبلديات، والتي تهدف الى أن تكون البلديات حاضرة وجاهزة لاستقبال فصل الشتاء، وأن لا يأتي الموسم فيكون هناك خطر على المواطنين وسلامتهم. لقد وجّهت دعوة الى اجتماع حضره ممثل عن وزارة الأشغال، والإتحادات البلدية، والصليب الأحمر تحضيراً لفصل الشتاء، كما وُضعت خطط أساسية إستناداً إلى المشكلات التي عشناها في شتاء العام الماضي»، مضيفاً: «هناك بلديات تحمّلت مسؤولياتها وفقاً للقانون وعملت بموجب هذا التعميم، وطبعاً النسبة الأكبر من البلديات طبّقته، وهذا تعميم لصالح البلديات ومواطنيها في الدرجة الأولى».
ولفت إلى أنّ «مراجعات من المواطنين وعبر القوى الأمنية تصلنا، فنحن سند إداري إلى جانب البلدية، ولكنّ مسؤوليّة رئيس البلدية هي الأهم كونه يملك السلطة ضمن نطاقه وعليه المسؤولية الأساس، ونحن نصرّ على البلديات القيام بعملها وهناك تجاوب من العديد منها عبر تقارير وصلتنا، والمفروض أن تعمل البلديات كلّها من وحي هذا التعميم لأنّ هذا الأمر لصالحها ولصالح مواطنيها قبل أيِّ أحد آخر».
الإنارة العامة
عن موضوع إنارة الطرق العامة ليلاً، خصوصاً مدخل عكار عند نقطة المحمرة ذهاباً في اتّجاه حلبا أو صعوداً في اتّجاه الجرد أو نزولاً في اتّجاه العبودية، إعتبر اللبكي أنّ «هذه مسؤولية وزارة الأشغال العامة، لكن هذا لا يعني أن يتنصل صاحب المسؤولية من مسؤوليته، فقد طلبنا من البلديات تركيب إنارة على المولدات التي تملكها في نطاقها، وتجاوبت بلديات عدة، لكن يبقى هناك نقصٌ كبير لأنّ عكار منطقة واسعة جداً»، مشيراً إلى وجود «دراسة لإنارة الطرق العامة في عكار من مستديرة العبدة وصولاً إلى وادي خالد بما فيها الطرق الداخلية».
الإجتماع مع فنيانوس
أما عن اللقاء الذي جمعه واتّحادات البلديات العكارية مع وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، فقال اللبكي: «زار الوزير فنيانوس عكار واطّلع على رغبة البلديات في العمل، وهناك اجتماع عقد في وزارة الأشغال مع الإتحادات وكنت حاضراً فيه، ووعد الوزير بإعطاء حصة الأسد لعكار إذا صُدّقت الميزانية المقترحة للوزارة، ولأنه اطّلع فعلياً على حاجة هذه المنطقة. وبعد الإجتماع جمعتُ الاتحادات وطلبنا تحضير الملف المطلوب الذي سوف نسلّمه الى الوزير فنيانوس لاحقاً بناءً على اجتماعنا به، والذي نأمل منه خيراً في تنفيذ عدد إضافي من الطرق في عكار عبر وزارة الأشغال».
المحافظة
وبعد مرور 3 سنوات على تعيينه محافظاً لعكار، تحدّث اللبكي عن جديد العمل الإداري في المحافظة، فأشار الى أنه «على صعيد المحافظة أطلقنا المكننة الشاملة للعمل الإداري، وهناك جهوزية تامة لتلبية طلبات المواطنين. هناك مسعى أيضاً لإنشاء مبنى جديد للمحافظة حيث يتمّ البحث عن مكان ضمن حلبا ولكن بعيداً نوعاً ما من أماكن الزحمة. الى ذلك، افتُتحت في عكار تعاونية الموظفين والدوائر العقارية والمساحة ومكتب العمل، وهناك مؤسّسات أخرى على الطريق». وأضاف: «الأوضاع أفضل بكثير، ونحن نعمل ضمن الإمكانات المتاحة والروتين المعروف، لنضع عكار على السكّة الصحيحة. لقد حقّقنا خطوات وننتظر أخرى، بالتعاون مع نواب المنطقة الذين لا يتلكّأون في أيّ أمر يخدم منطقتهم».
أزمة النزوح
أما بالنسبة الى ملفّ النزوح، فأوضح اللبكي أنّ «الجميع، حتى السوري، يريد العودة إلى بلده، فالضغط السوري أصبح عبئاً علينا على المستويات كافة. نحاول عبر المنظمات ودعمها، تخفيف الضغط القائم لكنّ حجمه كبير جداً، نتعاون مع الجمعيات والبلديات والوزارة المعنية لتنظيم ملفاتنا ضمن الممكن علماً أنّ عكار تحوي 220 ألف نازح سوري تقريباً مقابل 400 ألف نسمة لبنانية. تخيّل حجم الضغط على البُنى التحتية في الكهرباء والماء وغيرها من القطاعات، إذاً نحن نتحمّل في هذا الإطار أكثر من طاقتنا بكثير».
أما عن المرحلة المقبلة، فقال اللبكي إنّ «عكار تعمل على مسارين من المشاريع: الهيئة العليا للإغاثة، ووزارة الأشغال العامة، وهي ورش عمل مفتوحة للتنمية والخدمات».
«عكار تحوي نحو 220 ألف نازح سوري مقابل 400 ألف لبناني، ما ينعكس ضغطاً على البُنى التحتية كافّة»