منذ مساء أول من أمس، غاب محافظ الشمال رمزي نهرا فجأة عن السمع، وأقفل خطه الهاتفي، بالتزامن مع شيوع خبر عن تعرّضه لوعكة صحّية استدعت نقله إلى خارج لبنان لتلقي العلاج.
ومع أن أي معلومات لم تتسرّب عن طبيعة الوعكة ولا البلد الذي غادر إليه للمعالجة، فإن شائعات كثيرة انتشرت في طرابلس تربط سفر نهرا، سواء للعلاج أو غيره، بتأخير إنتخاب رئيس لبلدية طرابلس، من أجل إفساح المزيد من الوقت أمام القوى السياسية في طرابلس لممارسة مزيد من الضغوط على أعضاء لائحة «قرار طرابلس» الـ16 ومحاولة استمالة بعضهم.
وكانت شائعات كثيرة قد انتشرت الأسبوع الماضي عن محاولة للانقلاب على نتائج الانتخابات تعمل عليها القوى السياسية الداعمة للائحة «لِطرابلس» التوافقية. إذ تردّد أن هذه القوى تحاول استمالة بعض أعضاء اللائحة الفائزة المدعومة من الوزير المستقيل أشرف ريفي، وذلك لقطع الطريق على انتخاب أحد الفائزين أحمد قمر الدين للرئاسة، لمصلحة انتخاب رئيس لائحة التوافق عزام عويضة. وجاء غياب نهرا المفاجىء ليرفع من منسوب الشائعات، وسط تساؤلات عن سبب تأخر المحافظ في عقد جلسة لإنتخاب رئيس لبلدية طرابلس.
«الرئيس المفترض» لبلدية المدينة، أحمد قمر الدين، عبّر لـ»الأخبار» عن إستيائه من «الإستهتار بالمدينة وأهلها على هذا النحو»، معتبراً أنه «كان يفترض بالمحافظ إجراء انتخاب رئيس لا التأخر بذلك حتى الآن، لأن الإنتخابات البلدية مضى عليها أكثر من 10 أيام، كما أن النتائج الرسمية في عهدته منذ أسبوع على الأقل». ولفت قمر الدين، الذي عقد أمس وزملاءه الفائزين إجتماعات مفتوحة لمتابعة القضية، الى أن نهرا «أجرى عمليتي إنتخاب رئيسيتين لبلديتي البداوي والقلمون»، متسائلاً: «لمَ يؤجل إنتخابات طرابلس والميناء؟… هناك خطأ ما، وخصوصاً أن أحداً لا يعرف متى سيعود من السفر».
ومع أن قمر الدين تبلّغ أمس بشكل غير رسمي أنه جرى تحديد يوم الثلاثاء المقبل موعداً لانتخاب رئيس جديد لبلدية طرابلس، ناشد «وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تكليف الشخص الذي يراه مناسباً لإجراء عملية إنتخاب رئيس لبلدية طرابلس، سواء كان المحافظ نهرا أو غيره إذا طالت مدة غيابه ولم يعرف موعد عودته».
ونفى قمر الدين كل الشائعات التي تحدثت عن «محاولات إختراق للأعضاء الـ16»، مشيراً إلى «أننا فريق واحد متماسك، ومتفقون على انتخابي رئيساً للبلدية». لكنه قال إن التوافق بين أعضاء اللائحة الفائزة «لم ينسحب بعد على انتخاب نائب لرئيس البلدية، لأن هناك أكثر من مرشح. لكن هذه المشكلة ستحلّ قبل موعد إنتخاب الرئيس المرتقب للبلدية».