كلام النائب إبراهيم كنعان رئيس لجنة المال في مجلس النواب بأنه لا علاقة لـ«التيار الوطني الحر» بتصريح وزير الاقتصاد.. هذا كلام إنقاذي لـ«التيار»، لماذا؟
أولاً: حاكم مصرف لبنان المنقذ الدائم لليرة اللبنانية منذ تسلمه رئاسة حاكمية المصرف المركزي.
ثانياً: بالرغم من ارتفاع الدين العام بشكل دراماتيكي لا يزال حاكم مصرف لبنان يحافظ على استقرار العملة الوطنية.
ثالثاً: هذا الكلام غير المسؤول حول تحميل الحاكم مسؤولية الدين العام هو كلام غير دقيق والحاكم لا علاقة له بالدين العام لا من قريب ولا من بعيد.
رابعاً: توقيت كلام وزير الاقتصاد سيّىء جداً خصوصاً ان الحكومة اللبنانية بصدد اتخاذ قرارات إصلاحية مالية صعبة.
خامساً: الحكومة اللبنانية تلتزم أو تحاول أن تخفض العجز وهناك ربط أحزمة، ووزير المالية علي حسن خليل يعمل على تخفيض العجز وبناءً على طلب رئيس المجلس النيابي الرئيس نبيه بري سيجرى تخفيض العجز 2.5% بدل 1%.
سادساً: أن يأتي هذا الانتقاد من وزير محسوب على رئيس الجمهورية ويمثل «التيار الوطني» في الحكومة فإنّ ذلك يشكل إحراجاً للرئيس وللتيار في وقت واحد.
سابعاً: كلام الوزير هو رسالة تشكيك في الحاكم وهذا يقع في مصلحة الضغط الذي يمارسه الاميركيون على اللبنانيين إنطلاقاً من العقوبات على إيران وعلى «حزب الله».
ثامناً: يحكى أنّ من أسباب العجز التوظيف العشوائي، وبالمناسبة فإنّ ما حصل في البنك المركزي أنّ الحاكم تسلم 1300 موظف فخفّض العدد الى 850 موظفاً.. أي أنّ الحاكم كان أوّل مسؤول في لبنان يقوم بتخفيض عدد الموظفين، خصوصاً أنّ الشكوى اليوم من أنّ هناك 500 توظيف عشوائي جديد وهذا يزيد من عجز الموازنة… كذلك فعل الحاكم في شركة طيران الشرق الأوسط حين عيّـن الاستاذ محمد الحوت رئيساً لمجلس إدارتها، الذي اتخذ قراراً تاريخياً بالاستغناء عن 3000 موظف من أصل 6000، وحوّل شركة M.E.A من شركة تخسر سنوياً 80 مليون دولار أميركي الى شركة تربح 100 مليون دولاراً سنوياً.
وكانت الشركة قد باعت جميع طائراتها التي لم تعد تصلح وذهبت الى استئجار 8 طائرات… وما فعله الاستاذ محمد الحوت أنه استغنى عن الاستئجار وتملّك 30 طائرة «ايرباص» جديدة.
تاسعاً: أمّا الضغط الكبير الذي يتعرّض له لبنان بسبب العقوبات الاميركية على إيران وطبعاً على «حزب الله» وانعكاسه على البنوك اللبنانية، فقد استطاع الحاكم سلامة بحكمته وعلاقاته المميزة مع البنك الدولي ووزارة المالية الاميركية الاستجابة الى كل المطالب، ما أدى الى تجاوز البنوك اللبنانية فخ العقوبات.
عاشراً: عندما تسلم حاكم مصرف لبنان مركزه كان في الخزينة 300 مليون دولار أما اليوم فيوجد إحتياطي في البنك المركزي قدره 40 مليار دولار طبعاً بدون احتساب الذهب.
حادي عشر: عند تسلم الحاكم في أوائل التسعينات كانت الودائع في المصارف اللبنانية 40 مليار دولار واليوم أصبحت الودائع 240 مليار دولار.
أخيراً نشكر سعادة حاكم مصرف لبنان على ما قدّمه من الحفاظ على الليرة اللبنانية التي هي كرامة المواطن اللبناني. وبالمناسبة نقول للوزير بطيش إنّ ثلاث دول كبرى وبسبب العقوبات تدهورت عملتها وهي روسيا وإيران وتركيا وتعاني الامرين واقتصادها ينهار.. بينما لبنان وبفضل إدارة وحكمة رياض سلامة لا تزال عملته الوطنية صامدة أمام العواصف والضغوط كلها.
عوني الكعكي