Site icon IMLebanon

أسبوع المناسبات الجليلة!

ليس غريبا أن ينتصر الجيش اللبناني البطل على الارهاب، وإلاّ كانت الغرابة أن يقضم الانكسار، وهو في أوج عنفوانه.

أما اعلان ملاحم البطولات من القصر الجمهوري في بعبدا، فقد جاء مرفقا بدعوة كريمة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الى اللبنانيين بوقف المهاترات وكفء الاحقاد والرهان على وحدة الكلمة يوم تلبّدت في الآفاق عواصف الانهيار والأحقاد.

وهذا لا ينقصه اعلان حزب الكتائب اللبنانية، مبادرته الشجاعة الى تقديم طعن في الضرائب المرافقة لسلسلة الرتب والرواتب، لأن من حق هذا الحزب العريق، أن يعارض ويناكف، بقدر ما يعيبه أيضا، مبادرة بعض فريق عمله الى تلميع صورة الفاشلين في صفوفه.

كان أطرف ما عند هؤلاء، من مواقف هو المبادرة الى انتقادات لا الى مواقف، لكن الحرية السياسية هي أجدى ما عند اللبنانيين معارضين أو موالين، من رصيد حينا، ومن هزال حينا آخر.

***

صحيح ان عيوبا ظهرت، خلال المعالجات لكن لا نجاحات من دون عثرات في المواقف والنتائج.

حسنا، فعل العماد عون، عندما وقف في القصر الجمهوري، ليزف الانتصار على الارهاب الى اللبنانيين.

إلاّ أنه شفعه أو أضاف اليه نعمة المجد، عندما عدّد أخطاء الذين حاولوا أن يجعلوا من الانتصار شبه انكسار، وهو ليس كذلك.

في الحرب على الارهاب، كان صعود الجيش اللبناني البطل، الى جبال عرسال، ومجاهل هربت اليها النصرة، فرصة ثمينة لا تقدّر بثمن، ساعة كانت المعركة مفتوحة بين العقول والفجور، لأن لبنان العاقل والمتعقل، هو لبنان الحرية والسيادة، والخلاف على حجم التباينات، يعزز ارادة الحوار، ولا يلغي الشعور بالانتصار على الانكسار.

من حق اللبنانيين جميعا، ان يقفوا وقفة الأبطال، وهم يرفعون بهجة النصر، في جوار تراجع الخذلان، في معركة يحتشد فيه النصر مع تراجع الحقد والخذلان.

***

كان مرور مناسبة تغييب سماحة الإمام السيد موسى الصدر مع رفيقيه، من أرقى ما عرفه اللبنانيون في تاريخهم الطويل، من أمجاد ومواقف.

إلاّ أن ارادة الإمام الصدر، ومؤامرة تغييبه مع رفيقيه وصموده الرائع، من الجنوب الكبير، الى البقاع الوسيع، هو الحد الواسع بين وطن واحد، وشعب واحد، وان اختلفت أحيانا الحدود والوجوه.

صحيح، ان الإمام المغيّب، كان رمزا لطائفة تبحث عن قائد، لكنه كان قائدا عظيما لمعظم الطوائف، لأن اللبنانيين، وقفوا على سنّ الرمح، الى جانب من رفع الأديان والطوائف الى مستوى الوحدة في الوطن والشعب.

وهكذا، أخفق الذين غيّبوه مع رفيقيه، في جعل الناس يبتعدون عن ذكراه، أو ينصرفون عن الالتفاف حول قيادته وحكمته وبصيرته، أو تبصره في مستقبل بلد يبحث عن قائد…

***

سقط الارهاب أمام ارادة الناس الواحدة، وامام جيشه الواحد، المتماسك، القوي، الشجاع، وبرهن اللبنانيون، في أيام المحنة، انهم أقوياء، وان التفافهم حول الجيش البطل، هو القرار الرائع يوم وقعت الواقعة وتعرّض هذا الجيش للخبرة، وهو الخبير في البطولة والشجاعة.