Site icon IMLebanon

مُناورة كبيرة لحزب الله خلال الساعات الماضية على الحدود السوريّة الفصائل المسلّحة تعيد انتشارها على طول السلسلة الشرقيّة

 

يوم تحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن انتظار الربيع وذوبان الثلج ظن الكثيرون انه لن يمر الشهر الاول من المهلة دون ان يكون حزب الله قد انجز عملية «تحرير» السلسلة الشرقية، متجاهلين الاعتبارات الميدانية والسياسية والتطورات الاقليمية المرتبطة الى حد كبير بهذا الملف، نظرا لدوره في اللعبة الجارية على الارض السورية.

قراءات خالفتها التطورات المتناقضة من حلحلة في ملف الاسرى العسكريين ، وسط الحديث عن صفقة شاملة مع جبهة «النصرة» بوساطة اقليمية، ووجود ضمانات بان الوجود المسلح في السلسلة الشرقية وفي المناطق الحدودية لن يتم استخدامه في مواجهات مع الجيش اللبناني اوالتمدد باتجاه القرى اللبنانية.

الا ان التطورات المتسارعة خلال الايام الماضية، بعد ما نتج عن عملية الجنوب السوري وتوقفها وتقدم المعارضة على الحدود الاردنية، والتسريبات عن محاولة قريبة لوصل القلمون بالزبداني ودرعا وصولا الى القنيطرة لاحكام الخناق على العاصمة دمشق في مرحلة اولى، دفع بمصادر ميدانية لبنانية مواكبة، الى الحديث عن مرحلة جديدة من الاستعدادات العسكرية، من تقدم على جبهة الزبداني، والتقدم الثلاثي الذي حققه الجيش اللبناني على طول الخط الفاصل من جرود القاع الى عرسال واستحداثه اربعة مراكز له في منطقتي رأس بعلبك والفاكهة سمحت له ببسط سيطرته على معظم الطرقات المؤدية إلى الجرد، وعمليات جس النبض التي تشهدها منطقة فليطا ومحيطها، منذ ان اعلنت «جبهة النصرة» عن تفكيك حقول الالغام التي كانت زرعتها في محيط مواقع حزب الله على جبهة القلمون، توحي بوجود شيء ما يجري التحضير له.

فرضية عززتها خلال الساعات الماضية مجموعة من الاحداث بحسب المصادر، لعل ابرزها:

– نفي المصادر العسكرية وجود اي انعكاسات للانفراجات التي يشهدها ملف الاسرى العسكريين على التحضيرات للمعركة المرتقبة في القلمون مع المجموعات المسلحة، التي يجري الكلام عنها، وسط تأكيد المصادر ان الجيش اللبناني لا ينسق عملياته مع احد وغير ملزم بأي روزنامة يضعها اي طرف آخر، انما تعمل وحداته وفق الخطط الموضوعة من قبل القيادة واستنادا الى التطورات الميدانية التي يفرضها واقع الانتشار على الارض من جهة وتامين سلامة القرى اللبنانية من جهة اخرى، حيث عزز مراكزه شرق زحلة بالمدفعية والأسلحة الحديثة، متحسبا لأي هروب مسلح من الزبداني نحو جرود شرق زحلة على غرار الهروب المسلح من القصير إلى عرسال، وما نتج عنه من تداعيات لاحقة.

– تنفيذ حزب الله لمناورة كبيرة خلال الساعات الـ 48 الماضية في جرود السلسلة الشرقية شاركت فيها مجموعات كبيرة من مختلف وحدات الحزب استعملت خلالها اسلحة جديدة، بعد ساعات من عملية تبديل واسعة للقوى المنتشرة على طول الجبهة، بعد ان قامت قيادة الحزب باعادة تموضع لقواتها وصولا الى الداخل السوري باتجاه دمشق.

– انتهاء عمليات التدريب التي قام فيها الحزب لمجموعات من المقاتلين التابعين لاحزاب مختلفة، بهدف نشرها في الخطوط الخلفية وتأمين الدعم اللوجستي، خاصة ان بعض القرى في المنطقة تتمتع بخصوصية معينة ووجود حزب الله محدود.

هذه التطورات أتت وفق مصادر مطلعة بعد إنحسار نفوذ «الدولة الاسلامية» في القلمون، وصولاً الى شبه انتهائه، وعودة جبهة «النصرة» و«الجيش الحر»، وغيرهما من الفصائل، الى المشهد، بعد سحب «داعش» لثماني مجموعات مسلحة من عرسال والقلمون باتجاه الرقة عن طريق وادي ميرا – المريج، وحصر وجوده في عرسال وجرودها بحوالى 200 عنصر وقائد واحد هو القاضي الشرعي أبو بلقيس، في اطار اتفاق ابرم مع «جبهة النصرة» بحسب مصادر سورية.

بناء على كل هذه الاعتبارات والوقائع تكشف مصادر مقربة من حزب الله ان الخطط العسكرية انجزت كذلك الاستعدادات استكملت بانتظار ساعة الصفر، التي تبقى سرية لتحقيق عنصر المفاجأة، رغم الترجيحات بحصولها بين نهاية الربيع وبداية الصيف، بمشاركة الطيران الحربي السوري والطائرات من دون طيار والمدفعية والدبابات، اضافة الى الوحدات الخاصة، بهدف السيطرة على مواقع «النصرة» وما تبقى من «داعش»، على وقع تناغم ضمني بين الجيشين اللبناني والسوري، دون ان يجري الامر بتنسيق مباشر، انما بتكامل ادوار على الحدود، على المقلبين اللبناني والسوري، وسط دور محوري لـحزب الله، مقرة بصعوبة «تنظيف» هذه المنطقة، نظراً إلى طبيعتها وأعداد المسلحين، فضلا عن تواجد نازحين معهم، متحدثة عن ضغوط كبيرة تمارس من اجل احياء التنسيق الأمني والعسكري اللبناني – السوري الرسمي، ما يفرض على السلطات اللبنانية أخذ القرارات اللازمة في أسرع وقت ممكن، كي لا تجد نفسها أمام واقع جديد لا تستطيع القيام أمامه بأي أمر، محددة النطاق الجغرافي للعمليات في المنطقة الممتدة من القلمون وعسال الورد ويبرود وفليطة، وصولاً الى حدود الزبداني.

إذاً يبدو أن معركة الربيع ستكون معركة قلمونية بإمتياز، فكل المؤشرات والمعلومات المتوافرة والاجواء السائدة، سواء في الكواليس السياسية او على الارض، تفضي الى ان محور دمشق – حارة حريك قد اتخذ القرار منذ مدة بانهاء الوجود العسكري المعارض أو اقله توجيه ضربة ساحقة له لا يستطيع بعدها الفعل والتأثير وابطال خطره، مهما كان الثمن المادي والمعنوي، بعدما باتت «الانجازات» المحققة حتى الساعة في دائرة الخطر، في ظل المعلومات التي تتحدث عن قرب حدوث انقلاب دراماتيكي على الساحة السورية بعد رفع الغطاء الاميركي، ستكون جبهة القلمون احدى محاوره الاساسية.