IMLebanon

الكلام الكبير والحدث الأكبر  

 

في التقدير أنّ ما يحصل على الساحة الإنتخابية من تصعيد لا يزال، في معظمه، كلامياً، هو أمر طبيعي. بل لعلّه إحدى أدوات «الشغل». وفي بعض المناطق «الحساسة»، تتجاوز حرارة المنافسة الكلام الى بعض الصدامات التي لا تزال حتى إشعار آخر تحت السيطرة… فاعتراض سيارة من هنا، وموكب من هناك بقطع طريق محدود جداً، أو برشق حجارة، أو بتسجيل موقف كلامي، أو بتمزيق صورة مرشح، أو نزع صورة آخر، أو إسقاط شعار لائحة (…) هو من لزوم ما لا يلزم المعارك الإنتخابية.

 

ولقد ذهب بعضهم الى حدّ القول: إنني لا أستغرب هكذا تصعيداً، إنما أستغرب ألاّ يكون التوتر الصدامي قد وصل حتى الى ما بين أعضاء اللائحة الواحدة، حيث ينذر  «الصوت التفضيلي» والصراع عليه بأن تبدأ عملية نهش المرشحين بعضهم البعض علناً، باعتبار أنهم (بعيداً عن الأضواء) يتبادلون  «التواشيح» التي هي أشد قساوة وأكثر مرارة ممّا يتناولون به المنافسين والخصوم من إنتقاد لاذع!

إلاّ أنّ اللافت أنّ المعركة الإنتخابية من الصعوبة بحيث دخل فيها أطراف ما كان متوقعاً أن يخوضوها مباشرة. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، من كان يتوقع أن يحوّل سماحة السيد حسن نصراللّه هذا القدر من الإهتمام للمعركة؟ من كان يُخيل إليه أنّ الإنتخابات النيابية في معظم الدوائر التي رشح حزب اللّه فيها مجموعة من الحزبيين، ستدفع بأمين عام الحزب لأن يحوّل المنافسة الشرسة الى قضيته شبه اليومية: مجموعة إطلالات عبر الشاشة العملاقة، كلام منسوب اليه غير مرة، لقاءات غير مصورة مع فاعليات من دائرة بعلبك – الهرمل وسواها من الدوائر، وتعهّد بالمزيد. والأهم إعتبار المعركة الإنتخابية قضية مصيرية يرتبط مستقبل الوطن بنتائجها.

في المقلب الآخر لم يكن متوقعاً أن يدور هذا الحوار الساخن بين المثلث الدرزي: وليد جنبلاط وطلال أرسلان ووئام وهاب، وإن كان جنبلاط لايزال يأخذ الموضوع الى تغريداته عبر حسابه على موقع تويتر… إضافة الى بعض  «التطورات» غير المقبولة على الأرض، ما أدّى الى إشكال أعقبته توضيحات واعتذارات (…).

وأمّا في  «القطاع» المسيحي فالتصويب على ما يسمى  «لوائح العهد» من قبل المعارضين. البعض ذهب الى هجوم مباشر قبل أن يوضح معتذراً أنه  «لم يقصد»… البعض الآخر تحدّث عن  «زلّة لسان غير مقصودة» (…).

وفي مختلف الدوائر حديث عن  «العزل»: هناك من يتهم التيار الوطني الحرّ بالسعي لعزل الأحزاب والتيارات المسيحية الأخرى. وهناك من يتهم هذا التيار أو ذاك بعزل هذه الحيثية التقليدية أو سواها. والسيدة بهية الحريري تتهم البعض بالسعي لعزل تيار المستقبل في دائرة صيدا جزين، والسيدة ميريام سكاف تتهم  «الجميع» تقريباً بالسعي لعزل إرث بيت طعمه سكاف الخ…

إنها معركة مفتوحة على الكلام الكبير، في وقت تقرع طبول الحدث الأكبر في المنطقة.