IMLebanon

أكبر من فضيحة

تحدّثنا قبل أيام، في هذه الزاوية، عن أسرار وطلاسم وغيبيات ملف النفايات، خصوصاً في المرحلة التي وصلنا إليها أخيراً، من دون أن نتناسى المراحل العديدة السابقة، وكل منها ترتسم حولها الأسئلة المحرجة التي لا حصر لها.

وليس من مواطن لبناني واحد، مهما كانت ثقافته أو إنتماؤه أو طائفته، إلاّ يدرك بداهة أن وراء تلال النفايات ما وراءها من إهمال وتقصير، وعجز وتخاذل، وسمسرات وفضائح…

أمّا أن يصل الأمر الى حد تزوير وثيقة يزعمون من ورائها أن روسيا وافقت على إستقبال نفاياتنا، ويعقدون صفقة على هذا الزعم الساقط، وبالسعر الأعلى… فهذا ما يتجاوز فعلاً أي منطق وما يشكل حالاً تبقى كلمة »فضيحة« قاصرة عن وصفها!

ولو؟ أإلى هذا الحد وصل بهم الأمر؟

إن صفقة النفايات ليست فقط مريبة من أولها إلى آخرها، بل هي أيضاً عملية مشبوهة… واليوم أدركنا لماذا أراد وزير الوصاية على النفايات إحاطتها بالكتمان والأسرار! قال معاليه ذات يوم انه لن يكشف عن التفاصيل خشية أن تفشل الصفقة… ولكننا اليوم أمام ما هو أكبر من الفضيحة.

ومن حق الناس أن يعرفوا الحقيقة.

من حقنا، نحن الناس العاديين، أن نعرف التفاصيل كاملة من الألف الى الياء، ومن طقطق الى السلام عليكم، ومن رائحة النفايات المعطرة الى عطور المزوّرين الذين يقززون النفس، ويسيئون الى لبنان وإلى سمعته والى الشعب اللبناني.

نريد أن نعرف كل شيء، وبالأسماء وبالأرقام: أسماء من في الداخل وأسماء من في الخارج. أسماء الذين زوّروا والذين شاركوا في التزوير.

نريد أن نعرف كل شيء، بالتفاصيل المملّة.

ونرفض. نرفض بقوة أن نبقى في المعميات حول هذا الملف المقرف الذي يأكل أموالنا، ويأكل بيئتنا، ويأكل صحتنا… وها هو يأكل سمعتنا أيضاً.

ونتوجه الى دولة الرئيس تمام سلام فندعوه الى أن يبق البحصة، ما دمنا في مرحلة بق البحص من الرئيس نبيه بري وأيضاً من الرئيس سعد الحريري كذلك.

نطالب تمام سلام بأن يقف ويقول:

نعم… هناك تزوير! وهذا هو أو هؤلاء هم المزوّرون! وهذه حقيقة الصفقة الوهمية. وهؤلاء هم السماسرة!

نعم… هناك عروض أقل كلفة وأفضل في ملف النفايات ولكن ممنوع الأخذ بها!

والأخطر والأبشع: هل صحيح ان هناك من يخطط لرمي النفايات في البحر على مقربة من الشاطىء اللبناني ثم الإدعاء أنها نقلت الى بلد ما؟!.

أو أن يقف دولته، ومن على منبر السراي الكبير ويقول:

لا… ليس ثمة تزوير ومزوّرون.

ومن عمّم نبأ التزوير يجب أن يحاكم وهو فلان الفلاني.

والوزارة المعنية في روسيا تكذب و … سنقاضيها دولياً؟!

وليس ثمة عروض أكثر جدوى وتوفر الملايين الكثيرة على الخزينة!

والله يا دوله الرئيس لم يعد مسموحاً ما يجري، فإن كنت تدري فتلك مصيبة أو لست تدري فالمصيبة أعظم.

يا دولة الرئيس،

خفف قليلاً من الرحلات المجدية جداً في الخارج، وحوّل نظرك قليلاً الى ما يجري في ملف النفايات.

ونحن نثق بك.