مبروك رسالة داعش من عرسال الى فلان وفلان وفلان من قادة لبنان الذين هَزُلت أوضاعهم حتى باتوا بدون أسماء.. وهم الذين آثروا لعبة التذاكي والتشاطر والادعاء، ومعهم أدواتهم من الأغبياء الذين استسهلوا اللعب بنار الفتنة والفرقة وتعبئة الأخ على أخيه حتى بات كلّ لبنانيّ يكره كل اللبنانيّين. كما اعتقدوا أنّ رمي الكرة عالياً يُكسب شعبيّة لكنهم نسوا أنّه لا يُحرِز أهدافاً.. فخسروا ملامحهم وأصواتهم وألسنتهم وعيونهم حتى باتت تسميتهم بفلان وفلان وفلان هو أقلّ ما يقال بهؤلاء الذين عبثوا عن سابق تصوّر وتصميم في مستقبل لبنان وادعوا أنهم أذكى من غيرهم.. وها هم الآن أقلّ ما يقال فيهم أنّهم الأشدّ غباء لأنّهم أضاعوا لبنان.
بعثت داعش رسالة حبّ وتقدير للقادة الكرام الذين استهانوا العبث بالأديان والطوائف والمذاهب.. وقد ذهب بعضهم للحلول مكان الرسل والأنبياء يفيضون نوراً ويَرشَحون زيتاً. أرادت داعش أن تخاطب جميع اللبنانيّين على حدّ سواء، بمعزل عن طائفة فلان أو فلان أو فلان.. وتأكيداً على حسن نواياها اختارت علماء القلمون الذين من المفترض أنهم وداعش لديهم عدواً واحداً، فقامت بعملية نوعية أرادت منها الخلاص من كلّ علماء القلمون ومعهم بلدة عرسال الحاضنة بمرارة للّجوء السوري.. أرادت داعش أن تقول أنّها لا تميّز بين طائفة واُخرى، أو منطقة واُخرى.. وخير دليل على ذلك تفجير علماء القلمون ثم التفجير الذي إستهدف الجيش اللبناني وأيضاً في عرسال بالذات .
فلان وفلان وفلان وفلان وفلان وفلان لن يفهموا تفجير علماء القلمون ولا الجيش في عرسال بالذات، لأنّهم إذا فهموا سيعرفون الى أيّ مدى قد أضرّوا بأولادهم وأحفادهم ومناصريهم وطوائفهم وأديانهم وأحزابهم وحلفائهم ومناطقهم.. وأنّهم تَرَكوا وطنهم بلا دولة أو سيادة أو وحدة تردّ عنهم الغضب القادم أو الساكن على حدودهم وعلى أرضهم وفي بيوتهم وإعلامهم.. وقد كانوا يتباهون في تدمير تجربتهم الوطنية ووثيقة وفاقهم الوطني التي رغم أنّ ما نُفِّذَ منها هو القليل لكنّها أنقذت الكثير الكثير من لبنان واللبنانيّين.
داعش تحترم كثيراً فلان وفلان وفلان وفلان لأنّهم لم يخافوا منها كما خافت الدول الكبرى التي أنشأت التحالفات لمحاربتها وأرسلت بوارجها وطائراتها لتحارب داعش على أمل أن تنتصر عليها بعد سنوات وسنوات. أما فلان وفلان من اللبنانيّين، سياسيّين وأمنيّين وإداريّين، لم يهابوا داعش وجبروتها لأنّهم تعوّدوا أن يشربوا ويأكلوا من دماء مواطنيهم.. الى حدّ أنّهم نسوا جنودهم المختطفين، ونسوا أن ينتخبوا رئيساً للجمهورية، ونسوا أن يجتمعوا في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب، بينما يأتون الى طاولة الحوار إذ أنّها وُجدت للتأكيد على أنّهم مجموعات متناحرة ومتباعدة وكارهين لبعضهم البعض.
أعرف جيّداً من هم هؤلاء الفلان والفلان والفلان، لكنهم لا يستحقّون حتى الأسماء التي يحملونها، بعد أن جاءتهم رسالة تحيّة من داعش الى فلان وفلان في لبنان..