يستحق الدكتور سمير جعجع قائد «القوات اللبنانية» كلمة شكر كبيرة وتحية أكبر لهذا الموقف الوطني الذي اتخذه من صديقه وحليفه الحقيقي الرئيس سعد الحريري الذي يضحّي بكل غالٍ ونفيس ليحافظ على تحالف 14 آذار بالرغم من كثرة الحاسدين ومن كثرة الذين يريدون سوءًا بالوطن.
الرئيس الحريري يضحي كما ذكرت من دون أن يتوقع أن يحصل على أي مردود لأنه يعتبر أنّ ما يقدمه، يقدمه للوطن وليس للأشخاص.
الرئيس الحريري أيّد الجنرال ميشال عون بالرغم من أنّ قاعدة 14 آذار ترفض هذا الاختيار، ولأنها تعتبر أن الجنرال عون هو رمز من رموز 8 آذار والحليف الاساسي لـ»حزب الله».
الرئيس الحريري وبعدما شعر بخطورة الفراغ في سدة الرئاسة ذهب الى البعيد بتأييد الجنرال ميشال عون قبل أن يؤيد الوزير سليمان فرنجية بالرغم من معرفته بطبيعة العلاقة بينه وبين رئيس النظام السوري… ولكن من أجل لبنان، وبالرغم من الاعتراضات والتصريحات وكلمات النقد التي تعرّض لها الرئيس الحريري فقد تحملها كلها في صدره لأنّ لبنان أهم من الاشخاص.
الوطن أغلى بالنسبة للرئيس سعد الحريري من أي مصلحة خاصة أو أي مكسب.
الرئيس سعد الحريري يعيش هاجس الخوف من الفراغ في سدة الرئاسة في الجمهورية وكيف أنّ الوطن يعاني من هذا الفراغ القاتل.
الرئيس الحريري يدرك أنّ التراجع الاقتصادي أصبح في حال خطرة جداً وبحاجة الى إنقاذ سريع.
وهنا نعود الى الدكتور سمير جعجع الذي شعر بما يشعر به الرئيس الحريري وبعد مراجعة مع نفسه ارتأى أن يوقف هذا التدهور في العلاقة بين «القوات اللبنانية» وبين «تيار المستقبل» الذي لا يستفيد منه إلاّ أعداء الوطن.
كلمة أخيرة لا بد من قولها إنّ القرارات والمواقف والتضحيات الكبيرة لا يأخذها إلاّ الكبار، ويوماً بعد يوم يثبت الدكتور جعجع أنه من الكبار… ولبنانيته لا غبار عليها وهي فوق الشبهات… أمّا التضحيات التي قدمها للوطن فهي أوسمة على صدره.