كدنا أن ننسى بسبب تصرفات «حزب الله» بعد التحرير في السنة 2000 أنّ الشيعة هم عرب وهم مسلمون وهم لبنانيون وهم إخواننا.
الفرس كرّهونا الدنيا… كفّرونا فعلاً…
فمنذ مجيء الخميني حتى اليوم ليس لهم شغلة أو عملة سوى الإعتداء علينا من دون خجل أو حياء بل إنهم يجاهرون بأنهم يحكمون العواصم الأربع: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، كما يردد كبار المسؤولين في طهران… في نظرة واحدة الى تلك العواصم نقف على نتائج حكمهم تلك البلدان…
العراق كان بلداً قوياً منيعاً صامداً مستقلاً مزدهراً متطوراً… وتحت حكمهم أضحى مفتتاً، مشتتاً، مقسّماً، مدمراً، مسرحاً للإرهاب، وملعباً للمداخلات الخارجية وبالذات للإيراني وحليفه الأميركي.
وسوريا كانت البلد الذي يحسب له الحساب الكبير في المنطقة والإقليم كله فباتت غارقة في الدماء، مدمرة، سقط فيها 300 ألف قتيل، شعبها مهجر، اقتصادها منهار، تسرح الميليشيات والإرهاب فيها من أقصاها الى أدناها.
أمّا لبنان فقد «نجح» الحكم الفارسي المزعوم في أن يحوّله الى وطن عاجز عن انتخاب مجلس نواب وعن انتخاب رئيس جمهورية وربما عن تشكيل حكومة في ظروف طبيعية.
وأمّا اليمن «السعيد» فبات مثالاً صارخاً للتعاسة ولولا موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لكان اليمن، اليوم، قد تغيّر وجهه وتغيّرت هويته! في هذا الوقت يبرز دولة الرئيس نبيه بري، كما هو دائماً، رجل الدولة من طراز رفيع، والعروبي الحقيقي.
أبو مصطفى داعية حوار… وقد نظم طاولة حوار بين «حزب الله» و»تيار المستقبل»… وهذا هو المقياس الذي يقاس به لبنان الوطن الحقيقي…
أمّا هم فقد حاربوا «داعش» فجاءنا «داعش» الى ديارنا.
وحاربوا «النصرة» فإذا بها في الجرود وتحتجز مع «داعش» عسكريين من الجيش وعناصر من قوى الأمن الداخلي.
حاربوا لحماية المقامات الدينية فصار عندنا مليونان من السوريين، أي ما يوازي نصف عدد سكان لبنان.
لم يكتفِ أبو مصطفى بالحوار الداخلي فحسب، بل ذهب أبعد فدعا الفلسطينيين الى لقاء تحاوري في عين التينة بين فتح وحماس.
وبدلاً من القتال في سوريا ألم يكن الأجدى بـ«حزب الله» أن يدعو بشار الى حوار مع معارضيه؟!. وكم كان سجّل موقفاً للتاريخ لو فعلها!
أمّا تخريب سوريا فمن يستفيد منه غير إسرائيل والفرس؟!.
فيكفي ضحكاً على الذقون.
إنّ الإسلام الحقيقي هو إسلام نبيه بري وموسى الصدر الذي دعا الى مقر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في الحازمية ممثلي الطوائف اللبنانية جميعاً وأقام بينهم حواراً لم يكتمل بسبب تغييبه.
والإسلام أيضاً هو إسلام محمد مهدي شمس الدين… وهو إسلام حسن فضل الله!
فبهؤلاء يكون الإقتداء. فعلاً… كفى بقى… كفى تلويحا بالاصبع المشهورة في وجه الناس… كفى تحدياً للناس!
عودوا الى رشدكم.