حلّت وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني أهلاً في البقاع في زيارتين متتاليتين بني عليهما الكثير من الآمال لحلّ القضايا العالقة، ووطأت سهلاً مليئاً بمياه الصرف الصحي في إيعات ودير الأحمر والكنيسة، وعقدت لقاءات في زيارتها الثانية لحل مشكلة الصرف الصحي في المنطقة لكنها إلى الآن لا تزال قيد الدرس والبحث.
كثيرةٌ هي اللقاءات والإجتماعات التي عقدها نواب المنطقة ورؤساء البلديات والإتحادات ووزيرة الطاقة لحل أزمة الصرف الصحي بين بلدتي إيعات ودير الأحمر، حيث تطفو المياه الآسنة ملء السهل وتنتشر الروائح الكريهة، في غياب الحلول التي تنقذ أهالي المنطقة من الأمراض والسموم، ومن دون خطة من الوزارة المعنية التي لا تزال تُعدّ الحلول وتبحث عنها، فيما التلوث قد وصل الى أعماق المياه الجوفية.
يغرق السهل المترامي بين بلدات الكنيسة، دير الأحمر وإيعات بالمياه الآسنة التي تفيض من محطة التكرير في إيعات بعد عجزها عن تكرير مياه الصرف الصحي الآتية من مناطق بعلبك والجوار، حيث ارتفعت كميات المياه المفترض بها معالجتها نتيجة ارتفاع منسوب مياه الأمطار هذا العام والمسلطة نحو المحطة والتي اختلطت بمياه الصرف الصحي، كذلك إن نوعية الفضلات وبقايا المسالخ ومحطات الوقود وغيرها تعجز المحطة عن معالجتها.
يتحمل أوزار تلك المجزرة البيئية في الدرجة الأولى أبناء منطقة دير الأحمر بعد أن انتفض أهالي بلدة الكنيسة وعلى رأسهم الوزير غازي زعيتر، حيث منع مرور تلك المياه إلى سهل الكنيسة مهما كانت التكلفة. ويعيش أبناء بلدة إيعات منذ عشر سنوات على وقع انبعاث الروائح الكريهة من محطة التكرير في البلدة، والتي بدأت عملها العام 2008 بعد إنشائها من قبل البنك الدولي وتشغّلها شركة “البنيان”.
ويؤكد أبناء بلدة إيعات أن المحطة ومنذ اللحظة الأولى لتشغيلها تنبعث منها الروائح الكريهة ولمسافات بعيدة، “بسبب مشاكل تقنية وتشغيلية في المحطة، إضافةً إلى أسلوب التشغيل الذي تعتمده الشركة”، وفق مصادر متابعة، إذ تعتمد الشركة التوفير في العمل من دون مراعاة الشروط الصحية والبيئية، ما يؤدي الى انبعاث تلك الروائح. وأضافت المصادر أن شكاوى الأهالي والمناطق المجاورة دفعت، مرات عديدة، الشركة المشغلة للمحطة الى اعتماد المعايير والشروط الصحية اللازمة حيث يتوقف إنبعاث الروائح الكريهة لفترة، لكنها تعود بعد الكشف الذي تجريه لجان متخصصة من الوزارات المعنية كالطاقة والبيئة والصحة.
قِدم مشكلة مياه الصرف الصحي وعجز محطة تكرير إيعات عن القيام بعملها، دفعا أبناء المنطقة إلى الإعتصام مرات عدة لإيصال الصوت ودفع المعنيين باتجاه الحلّ، لكن لا حياة لمن تنادي. فلا نواب المنطقة وبعد اجتماعاتهم المتكررة وصلوا إلى حلّ، ولا زيارة البستاني إلى المحطة أخيراً وبحثها الملف مع المحافظ ومندوبين عن “حزب الله” و”حركة أمل” والبلديات كانت على قدر الطموحات، حيث استنبط المجتمعون في حينها، أنّ لا حلّ قريباً لتلك المشكلة. ويؤكد رئيس بلدية دير الأحمر لطيف القزح لـ”نداء الوطن” أنه “على أرض الواقع لا حلول حتى الآن، وزيارة وزيرة الطاقة أخيراً كانت لبحث الحلول ولا يزال البحث متواصلاً”، وأشار إلى أنه “منذ أيام الحكومة السابقة كانت هناك مراجعات لنا مع النواب والوزراء والإدارات ولم نرَ حتى اليوم حلاً على أرض الواقع، بحيث كل المياه الآسنة من محطة إيعات تتدفق إلى سهل دير الأحمر، بعدما أقام أهل الكنيسة سدّاً أمام مياه المحطة وهم على حق خوفاً على حياتهم وأرضهم، ما حوّل سهل دير الأحمر إلى مستنقع مياه آسنة لوثت الأرض والمياه الجوفية. ومنذ فترة أجريت عملية فحص لإحدى الآبار الجوفية فكانت النتيجة تلوثاً 200% بالبراز البشري، وإلى الآن ننتظر وعود وزيرة الطاقة بالحلول والفرج، فالأراضي الزراعية تعطلت وتحتاج لخمس سنوات كي تزرع من جديد”.
لا حلّ في المدى المنظور لتلك المشكلة الصحية البيئية، ويتحمل أهالي المنطقة الضرر الصحي وتسقى المزروعات بالمياه الآسنة وكأن الناس تنقصها الأمراض والمشاكل الصحية، فيما وزراء العهد القوي و”أبناء بطوطة” المتنقلون بين المناطق اللبنانية يغيبون عن السمع ويطلقون التصريحات والوعود من دون أي نتيجة على أرض الواقع.