IMLebanon

حراسة ستاتيكو خطير  خوفاً من الأخطر والأسوأ

ليس من المتوقع ان يحدث في الخريف ما لم يحدث في كل الفصول على مدى ٢٧ شهراً من الشغور الرئاسي. لا بالقوة المعنوية لموقف المجتمع الدولي الذي كرّر التعبير عنه بيان سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والمنسقة الدولية سيغريد كاغ بعد اجتماعهم مع الرئيس تمام سلام قبيل مغادرته الى نيويورك. ولا بالقوة الشعبية للتحرك في الشارع من أجل انتخاب رئيس. فمن الوهم الرهان على أن تلبّي القيادات اللبنانية دعوة السفراء الى وضع الخلافات جانباً لمصلحة لبنان والعمل بروح قيادية ومرونة لانتخاب رئيس. ومن الصعب، نظراً الى تعقيدات الأوضاع الداخلية المتشابكة مع الأوضاع الخارجية، أن تتمكّن الضغوط من فرض انتخاب رئيس.

ذلك ان السفراء الذين يعيدون تذكيرنا بجدول الأعمال السياسي الضروري للوطن الصغير يعرفون اننا أسرى أجندات متناقضة. ولن نأخذ بنصائحهم. ويعرفون ان النأي بالنفس عن صراعات المحاور الاقليمية هو شعار خارج الواقع. لا بل ان البعض يدفعنا الى المشاركة في صراع المحاور ان لم نندفع نحن.

ولم تتأخر الردود العملية على دعوات السفراء التي توحي ان اهتماماتهم بالنسبة الى أوضاعنا أكبر من اهتماماتنا، أقله على مستوى من يعيش على الأزمات. فما سمعناه ونسمعه باستمرار هو: لا تغيير في المواقف من قصة الرئاسة. وتلك هي المشكلة. فالمواقف الثابتة هي المواقف التي تكرّس الأزمة، وتجعل المصلحة الوطنية مجرد ممسحة على أبواب المصالح الفئوية والخاصة والشخصية. ولا مجال للاقتراب من أية تسوية ان لم تتغيّر المواقف.

وليس أمراً قليل الدلالات ان تدعم الدول الكبرى حكومة مشلولة، وهي تعرف ان الدعم لن يزيد من فعل جسد مشلول. فما يدفعها الى الايحاء ان هناك مظلة دولية تحمي الستاتيكو الخطير الحالي هو أمران أولهما قلّة الأمل في الخروج من الستاتيكو الى تغيير ايجابي نسبي بانتخاب رئيس للجمهورية واجراء انتخابات نيابية على أساس قانون يضمن التمثيل الشعبي السليم والصحيح. وثانيهما كثرة الخوف من ان نندفع بالغرائز أو ان يدفعنا أصحاب المشاريع الكبيرة الى الخروج من الستاتيكو الى تغيير سلبي وبالغ السوء يفرضه الخوف من الفراغ الكامل.

والمخيف أكثر ان البعض يبدو متحمّساً للذهاب من المعلوم الخطير حالياً الى المجهول – المعلوم الأخطر. ولا شيء يضمن ان تنطبق علينا في الواقع معادلة ماوتسي تونغ التي خلاصتها: الأمور يجب أن تسوء أكثر لكي تصبح أفضل.