Site icon IMLebanon

MEA لا تزال تعتمد تسعيرة الحرب: 18 ألف نازح لبناني عالقون في العراق

 

بعد ثلاثة أسابيع على وقف إطلاق النار، لا يزال أكثر من 18 ألف نازح لبناني عالقين في العراق، وبلغت نسبة العائدين نحو 35% من العدد الإجمالي للنازحين، بحسب السفير اللبناني في العراق علي الحبحاب، رغم تكفل الجانب العراقي بتحمّل تكاليف عودة «الضيوف اللبنانيين». ويجزم المدير العام للطيران المدني فادي الحسن «أننا أعطينا كل الموافقات والتسهيلات اللازمة لعودة النازحين من العراق منذ اليوم الأول لوقف الحرب»، عازياً التأخير إلى «العراقيل أمام استئناف خطوط الطيران العراقي رحلاتها مع لبنان، والمتعلقة بإجراءات التأمين أولاً، ثمّ بالأحداث الأخيرة في سوريا وعدم الردّ على طلب السلطات العراقية العبور فوق الأجواء السورية».

وعليه، تستمر رحلة نزوح كثيرين، وتستمر معها حملات دعم وإغاثة «ضيوف العراق»، وإن تراجعت عما كانت عليه في الحرب، بانتظار حصول الطيران العراقي على موافقة الجانب السوري للعبور فوق أجوائه. أما خيار التحليق فوق البحر فليس وارداً «تفادياً لرحلة طويلة بكلفة مرتفعة»، بحسب الحبحاب، إضافة إلى ما تتحدث عنه المصادر من «حسابات عراقية للعبور فوق الأجواء القبرصية نظراً إلى الشروط الأوروبية». ومع إقفال الحدود العراقية مع سوريا، عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، لم يبقَ في الميدان أمام الراغبين في العودة فوراً لتشييع شهدائهم أو للالتحاق بأعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم، غير «شركة طيران الشرق الأوسط»، وهو الخيار الذي اعتمدته فئة كبيرة من النازحين، وخصوصاً إلى البصرة، حيث «تراجع عدد النازحين من 4 آلاف إلى 46، علماً أن ثلثي النازحين هناك كانوا يمكثون على نفقة المحافظة»، بحسب الحبحباب.

ليس المطلوب زيادة رحلات MEA بل مراعاة ظروف النازحين الاقتصادية بأسعار مقبولة

وكثّفت «ميدل إيست» رحلاتها اليومية إلى بيروت بعدما حصلت على إذن بالتحليق فوق الأجواء السورية، «بمعدل رحلتين من بغداد وواحدة من النجف، مع تسيير رحلات إضافية كل يومين أو ثلاثة أيام، ليصل عدد الرحلات اليومية أحياناً إلى أربع». غير أن المطلوب ليس زيادة الرحلات، بقدر مراعاة ظروف النازحين الاقتصادية وتحديد أسعار مقبولة، بدلاً من استغلال حاجتهم للعودة بعدما علّقت رحلات العودة المجانية. إذ يصل سعر التذكرة one way من العراق إلى لبنان إلى 400 دولار. وهنا يجدر السؤال: لماذا لا تعود «ميدل إيست» إلى ما كانت عليه تسعيرة الرحلة إلى العراق قبل الحرب (بين 400 دولار و500 دولار كحدٍّ أقصى ذهاباً وإياباً)، ما يعني سعر خطّ عودة يلامس 200 دولار؟ ولماذا تبقي الشركة على التسعيرة المعتمدة خلال الحرب عندما كان مستوى المخاطر على بوالص التأمين مرتفعاً؟ وألا يستدعي تعديل الطريق من سلوك الأجواء التركية (يتطلب طيران ثلات ساعات) إلى الأجواء السورية (ساعة ونصف ساعة طيران) تعديل أسعار التذاكر؟

«الأخبار» حاولت الحصول عن إجابات عن هذه الأسئلة من رئيس مجلس إدارة «ميدل إيست» محمد الحوت، لكنه لم يردّ على اتصالاتها، فيما أجاب الحسن بأنّ «الموضوع ليس عندي».

وكان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى قد أعلن أن نائب رئيسه الشيخ علي الخطيب أجرى اتصالاً برئاسة الوزراء العراقية، واطّلع على الأسباب التي تحول دون تسيير الطيران العراقي، متمنّياً العمل على معالجة هذه القضية بالسرعة الممكنة» .

كذلك تواصل الشيخ الخطيب مع وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، ووزير الزراعة عباس الحاج حسن. وتبلغ من الوزير حميّة أنه تم التوافق مع شركة طيران الشرق الأوسط على تكثيف رحلاتها إلى العراق، وهي ستسيّر 37 رحلة خلال الأيام الأربعة المقبلة إلى العراق كي تتمكن من نقل اللبنانيين.

وقال المجلس إن «قضية عودة النازحين اللبنانيين الذين توجّهوا إلى العراق لا تزال تتفاعل على غير مستوى»، ويربو عددهم على ثلاثين ألفاً، وخاصة بعد التطورات السورية وإغلاق الحدود العراقية – السورية، ما يحول دون عودتهم عن طريق البر، في حين أن حركة الطيران بين لبنان والعراق لا تزال بطيئة».

ولفت الى أنه «فيما تسيّر شركة طيران الشرق الأوسط رحلات محدودة إلى العراق، لا يزال الطيران العراقي متوقفاً بنتيجة الأحداث في سوريا، على الرغم من إعلان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أكثر من مرة مبادرة لإعادة اللبنانيين مجاناً على متن الطيران العراقي إلى لبنان». وذكر أنه «عُلم بأن إغلاق الحدود البرية بين العراق وسوريا يحول دون عودة 158 سيارة لبنانية، كان قد توجّه أصحابها خلال الحرب بواسطتها إلى الأراضي العراقية».