IMLebanon

مذنبون…

 

مَن منّا لا يحب لبنان؟

 

من منّا لا يتغنّى بالوحدة الوطنية، ونحن غير موحدين لا في الولاء للوطن ولا في السياسة ولا الاقتصاد ولا الخيارات الاستراتيجية والاقليمية، ولا حتى في موضوع النازحين؟

 

من منّا لا يريد الماء والكهرباء والسكن والانترنت، ونحن بلا ماء ولا كهرباء ولا إنترنت، ولا ننتخب إلّا مَن حرمنا الماء والكهرباء والانترنت؟

 

من منّا لا ينادي ببناء الدولة ووَقف الهدر والصفقات والسمسرات، ونحن نتقاتل لانتخاب «أبطال» الهدر والصفقات، ولا نحاسب من يمنع بناء الدولة الحديثة؟

 

من منّا لا يخشى على البلد واقتصاده وماليته من الانهيار، ونحن نعرّض البلد لأقسى التحديات والمخاطر، من أجل تسمية وزير لا يقدّم ولا يؤخّر؟

 

من منّا لا يرى الجمود القاتل في القطاع العقاري في لبنان، ونحن نتهافت على شراء العقارات في قبرص وتركيا واليونان؟

 

من منّا لا يفتخر بلبنانيته، ونحن نخجل أن نرتدي من الصناعة اللبنانية، مهما كانت عالية الجودة، ونتباهى بشراء أشهر الماركات الاجنبية حتى لو كانت مزوّرة أو مقلدة؟

 

من منّا لا يتباهى بجمال لبنان ومناخه وطبيعته وسياحته، ونحن نتسابق على السفر للسياحة في أي مكان في الخارج؟

 

من منّا لا يتباهى بأنّ لبنان عاصمة الثقافة، ولا أحد منّا يقبل أن يتولى وزارة الثقافة، لأنه يعتبرها وزارة هامشية؟

 

من منّا لا يريد الاستثمار الاجنبي والاغترابي في لبنان، ونحن لا نألو جهداً لزعزعة الثقة والاستقرار و”تَطفيش” الاستثمار؟

 

من منّا لا يتغنى بأنّ لبنان هو بلد الحوار، ونحن نتراشق ليلاً ونهاراً، بالسباب والشتائم والذم والتحقير على وسائل التواصل الاجتماعي، مع كلّ مَن خالفنا رأياً أو موقفاً؟

 

من منّا لا يتغنّى بالسيادة والحرية، ونحن نتقاتل على تسليم لبنان ورقة إقليمية يصرفونها كيفما يشاؤون، وساعة يشاؤون، وأينما يشاؤون، على حساب لبنان؟

 

من منّا لا يتغنى بمستقبل لبنان، ونحن نقف على أبواب السفارات للهجرة، أو نرسل أولادنا الى الغربة؟

 

من منّا لا يزايد في حقوق المرأة، ونحن لا نزال نهمّشها في الحكومة والبرلمان، وكل موقع ومنصب ومكان، ونعيّنها للزينة بين الرجال بدل أن تكون زينة بين الرجال؟

 

من منّا لا يشكو النازحين، ونحن نتسابق على استغلالهم واستخدامهم، وتأجيرهم الدور والمنازل؟

 

من منا لا يريد حكومة محترمة، ونحن نغيِّب اصحاب الخبرة والكفاءة وخيرة الرجال؟

 

فعلاً، كلنا نحبّ لبنان.