Site icon IMLebanon

العلاقات مع الخليجيين انحدرت إلى أدنى مستوياتها في عهد عون

 

 

استياء عارم في الأوساط السعودية والخليجية بعد مواقف وهبة المسيئة

 

 

يأبى العهد إلا أن يبقى سالكاً طريق الخصام واللاعودة في التعاطي مع المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، من خلال الممارسات والمواقف الممعنة في تخريب العلاقات بين لبنان وهذه الدول التي كانت دائماً إلى جانب لبنان. وهو الأمر الذي لم يرق للعهد الحالي الذي تسبب بقطيعة غير مسبوقة مع الأشقاء الخليجيين، عندما أطاح بكل ما تم بناؤه من مداميك رفعت من مستوى العلاقات اللبنانية الخليجية على مدى العقود الماضية. وهذا ما جعل هذه العلاقات تنحدر في عهد الرئيس ميشال عون إلى أدنى مستوياتها، ما جعل لبنان يواجه عزلة خليجية وعربية ما واجهها في تاريخه.

ولا يبدو أن هذا العهد في وارد مراجعة حساباته وتصحيح أخطائه التي ارتكبها بحق الأشقاء الخليجيين والعرب. وهذا ما ظهر في جملة المواقف الرعناء التي صدرت عن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه الذي يفترض به أن يراعي مصالح لبنان وشعبه قبل غيره، انطلاقاً من كونه رأساً للدبلوماسية اللبنانية. فإذ به يبادر إلى إحراق كل المراكب مع السعودية والدول الخليجية من خلال الكلام المسيء الذي أطلقه بحق المملكة والدول الخليجية التي شكلت سنداً قوياً إلى جانب لبنان وشعبه في الظروف الصعبة، إلى أن جاء هذا العهد، فأودى بكل ما تم انجازه على صعيد العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي التي صدمت جراء ما قام به عهد الرئيس عون تجاهها، وهي التي كانت دائماً حريصة على أوثق العلاقات مع لبنان، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بحتمية أن تبقى العلاقات مع لبنان متميزة على مختلف الأصعدة.

وفي الوقت الذي يواجه لبنان ظروفاً بالغة الخطورة، تتطلب دعماً عربياً ودولياً لإنقاذه من الانهيار، جاءت مواقف الوزير «النبيه» وهبه لتصب الزيت على النار وتفتح الأبواب أمام أزمة دبلوماسية جديدة بين لبنان والسعودية ومعها دول خليجية، لا يمكن التكهن بتداعياتها، في ظل معلومات لـ«اللواء»، تشير إلى أن هناك حالة استياء عارمة تسود الأوساط الدبلوماسية السعودية والخليجية، نتيجة الارتدادات التي خلفها الكلام غير الدبلوماسي لوزير العهد وهبه الذي أثار بمواقفه العدائية ضد المملكة وشعبها، تساؤلات كثيرة عن الأسباب التي دفعته لقول ما قاله، في ظروف دقيقة يعرف قبل غيره أنها ليست في مصلحة لبنان، ومن شأنها أن تقضي على كل أمل بإمكانية إصلاح العلاقات الثنائية في ما تبقى من هذا العهد.

ولا تخفي مصادر سياسية، كما أبلغت «اللواء»، أن تكون لمواقف وهبه الخارجة عن الأصول واللياقات، انعكاسات سلبية لدى الدول الخليجية، قد تضطرها إلى اتخاذ إجراءات تزيد أكثر فأكثر من عزلة لبنان، سياسياً واقتصادياً، متسائلة، هل يعقل أن يتحدث الوزير اللبناني بهذه الطريقة المهينة بحق دول شقيقة، وفرت للبنان كل ما يحتاجه ليبقى واقفاً على قدميه حتى الان؟ وهل يريد هذا الوزير مصلحة بلده فعلاً، أم أنه يريد أن يخدم حلفاء هذا العهد «الميمون» وأعداء لبنان باستهداف السعودية ودول خليجية على غرار ما حصل؟

وتشير الأوساط، إلى أن عاصفة ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة التي قوبلت بها مواقف وزير خارجية العهد، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، بأن ما صدر عن هذا الوزير لا يمثل إلا نفسه، ولا يعبر مطلقاً عن آراء وتطلعات الشعب اللبناني الذي يكن كل الاحترام والتقدير للمملكة العربية السعودية والدول الخليجية الأخرى التي كانت سباقة دائماً في مد يد العون للبنانيين الذين لا يمكن أن يبادلوا الوفاء إلا بالوفاء. وبالتالي لن تقوى كل هذه الحملات اليائسة على الإساءة للدور الريادي التي تلعبه الرياض والعواصم الخليجية إلى جانب لبنان ووحدته واستقلاله وسيادته.