IMLebanon

توقعات بزيادة الضغوط الخليجية

 

صار مؤكدا وواضحا وضوح الشمس، ان الأزمة التي خلّفها تصريح وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي ، قبل توليه منصبه الوزاري، ليس  سببها رأيا سياسيا او موقفا حول حرب اليمن  يمكن ان يقوله أي مسؤول او مواطن عادي في أي مناسبة، وحيث ان ما  يقال لدى حلفاء المملكة السعودية من آراء ومواقف يفوق ما قاله قرداحي بأشواط، فما جرى كما تقول مصادر سياسية هو نتيجة تراكمات سياسية ومسار طويل من الأزمات لن يطوى سريعا، بدليل افتعال وتمدد الأزمة وعدم القبول السعودي بالاقتراحات، واقفال الباب امام مبادرات لمحاولة فتح الباب الموصد وذهاب السعودية ودول الخليج الى التصعيد  وسحب سفراء الامارات  والكويت والبحرين وطرد البعثات الديبلوماسية اللبنانية.

 

تصريح قرداحي خرج الى النور في توقيت سياسي مقصود مرتبط بمتغيرات على الساحة اللبنانية والمشهد الإقليمي،  وبناء على معطيات داخلية لدى المملكة تعتبر ان الإنسحاب من الداخل على هذا الشكل والتضييق على الحكومة والسلطة اللبنانية قد يؤدي نتيجة أفضل، خصوصا ان السعودية فقدت السيطرة على عدد من الملفات ولم تعد  تضطلع  بأدوار أساسية، فما يجري اليوم ليس البداية بل المشهد الأخير في مسلسل العلاقة المتأزمة بين لبنان الرسمي والرياض، وليس بعيدا عن المشهد الإقليمي الملبد بالعواصف والمرتبط بمسار المفاوضات في المنطقة، حيث ان التصعيد موجه بالدرجة الأولى الى حزب الله و في اطار التضييق على حزب الله والحكومة ، فالرياض ليست مرتاحة الى تمدد حزب الله ونفوذه في الداخل والساحات الإقليمية المشتركة، والتصعيد ليس معزولا عن معركة مأرب او الأحداث الأمنية التي جرت في لبنان في الأشهر الأخيرة  وافتعال الأزمات.

 

وتتوقف مصادر سياسية عند مجموعة أحداث مترابطة بهدف خلق توترات بدءا من أحداث الطيونة، حيث كان المطلوب سحب حزب الله الى فتنة داخلية ، وصدور العقوبات الأميركية وصولا الى الأزمة السعودية لتوريط حزب الله وتحميله مع حلفائه وزر الأزمة مع المملكة.

 

الهدف المشترك من الأحداث الأخيرة تشويه صورة حزب الله الداخلية وتأليب الرأي العام ضده ، وارباك واحراج العهد وفريقه السياسي في اطار المزيد من الضغوط وأخذ البلاد نحو الفوضى والفراغ مع اختلاف الأجندات السياسية ، حيث يريد الغرب من الضغوط ان تؤدي الى التغيير وفرض الإنتخابات النيابية بالقوة، فيما تبدو المملكة السعودية ذاهبة الى التصعيد من دون الالتفاف الى الأضرار الجانبية على الوضع اللبناني.

 

لهذه الأسباب تعتبر المصادر ان حل الأزمة المستجدة مع دول الخليج بات يحتاج الى معجزة حقيقية وتوافر شروط دولية غير متاحة راهنا، كما سينعكس المزيد من الأزمات والأجواء المتشجنة داخليا واحتمال زيادة الضغوط الخليجية في المستقبل.