أجمع عدد من الخبراء والمستشارين العرب والأميركيين على أن مساعي دول مجلس التعاون الخليجي للحصول على ضمانات أميركية تتـــمتع دائماً بتفوق نوعي مقابل ايران قد لا تــــكون سهلة المنال، وقد يتجهون إلى المطالبة بمساواة مع برنامج إيران النووي. جاء ذلك خــــلال اجتماع مغلق عقد في أحدى العواصم الأوروبــــية لمناقشة تداعيات امكان توصل ايران الى اتـــفاق حول برنامجها مع الدول الخمس الكـــبرى زائداً ألمانيا، قبل نهاية العام الحالي، ما سيؤدي الى رفع العــقوبات عنها خـــلال العام المقبل.
ولفت مسؤول أميركي رفيع المستوى إلى أن الكونغرس لن يوافق على تزويد الدول الخليجية بعض الأنظمة المتطورة، مثل طائرات أف-35 وصواريخ توماهوك «الا أنه لن تكون هناك مشكلة في توفير ما تحتاجه هذه الدول لبناء قدراتها في الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي والأمن البحري». وقال أن واشنطن اقترحت على دول الخليج وضعها تحت مظلة الردع النووي الأميركي، ما سيعطيها ضمانات ضد ايران في حال تحولت يوماً ما الى قوة نووية، بعد انقضاء فترة السنوات العشر التي ستتوقف خلالها طهران عن تطوير برنامجها النووي بحسب الإتفاق المقترح.
لكن معظم المشاركين العرب شككوا في قدرة أي إدارة أميركية على الإلتزام جدياً بضمانات الردع النووي لحماية حلفائها.
وأشار أحد المشاركين الى أن أميركا لا يمكنها أن تتوقع من العرب الإكتفاء ببعض المعدات العسكرية، وأضاف أن على «الغرب السماح للدول العربية بامتلاك القدرة على التخصيب واجراء الأبحاث النووية كما هو الحال في ايران».
كما طالب المشاركون العرب بأن يزود الغرب دول الخليج تكنولوجيا تمكنها من تصنيع صواريخ باليستية لتوازي قدرة طهران.
وتوقـــع المشاركون أن تستثمر ايران جزءاً كبيراً من الأموال التي ستحصل علـــيها بعد رفع العــــقوبات عنها في تطوير قواتها الجوية والبحرية، ما سيـــــعطيها قدرات اضـــافية إلى ما تمتــــلكه من ترسانة صاروخية وبرنامج نـــووي، لذا يجب على الـــدول العـــربية أن تسعى للحصول على قدرات مـــماثلة حتى ولو اضطرت الى مصـــادر خارج المعسكر الغربي مثل الصين وروسيا وباكستان.
ومن أهم ما خلص اليه المجتمعون وجوب التزام واشنطن الضغط على ايران لوقف سياستها التوسعية في المنطقة والنظر في إمكان ربط هذه المسألة بالاتفاق النووي، كون التدخل الايراني في الشؤون العربية يقلق العرب أكثر من برنامجها النووي الذي هو مصدر القلق الأساسي لاسرائيل.