IMLebanon

السياحة الخليجية في لبنان عنوان للاستقرار في المنطقة؟

السياحة الخليجية في لبنان عنوان للاستقرار في المنطقة؟

تحذير «مستقبلي» للحريري: ريفي سيتكرر إذا وافقت على عون

إذا كان البعض يعتبر أن السيناريو الذي وضعه الوزير نهاد المشنوق لكيفية ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من قبل الرئيس سعد الحريري، يصب في خانة دعم ترشيح العماد ميشال عون، فإن هنالك من يجزم أن الأمر يتخطى هذا التصريح ـ السيناريو.

ثمة من ينطلق من الدعوة التي وجهتها السفارة السعودية الى «الجنرال» والكلام الطيب الذي سمعه من السفير علي عواض عسيري.

من بعد ذلك العشاء، اقترح الرئيس سعد الحريري، في سياق رده على نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، أن يجمع السيد حسن نصر الله حليفيه الى طاولة حوار معه تنتهي بإعلان انسحاب أحدهما لمصلحة الآخر.

ذلك أيضاً فهم منه، ربطاً بزيارة السفارة، أنه نوع من رفع الفيتو السعودي عن ترشيح عون للرئاسة، أو على الأقل استعداداً ما للنقاش في الأمر.

من ينظر إلى كلية المشهد الإقليمي لا يسعه أن ينفي أن ثمة بعض الانفراجات التي تحتاج إلى الكثير من الخطوات لتصبح أمراً واقعاً. فاليمن يتجه إلى تفاهمات صعبة، بعدما صارت اللهجة الأميركية أكثر قسوة تجاه «الحلول العسكرية التي لا تؤدي إلى نتيجة». وها هم الأميركيون والروس يلتقون في سماء الرقة، حيث تتحد طائراتهم في معركة واحدة، تهدف إلى ضرب «داعش» في معقله السوري.

آخر الاشارات أتت من الخليج أيضاً ولكن تحديداً تجاه لبنان. ثمة مواقف خليجية (سعودية تحديداً) تتكرر أمام الزوار اللبنانيين عنوانها حنين إلى عودة السياح إلى لبنان، من دون أن يعني ذلك أن التحذيرات من زيارته لم تعد قائمة.

«المطلوب من لبنان ليس كثيرا»، بحسب الخليجيين، الذين يحملون عتباً على السلطات اللبنانية لتقصيرها، الذي يصل إلى حد اللامبالاة، في تحريك الملف السياحي. الدعوة الخليجية ملحة الى الحكومة اللبنانية لإطلاق تحرك يعيد ترميم الثقة لدى السائحين، ويعلن جهوزية لبنان لاستقبالهم، مع التأكيد أن الوضع الأمني مستقر بدليل إجراء الانتخابات البلدية في ظل أجواء مريحة جداً لم تشبها أي شائبة أمنية.

من يستمع إلى النصيحة الخليجية، لا يحصرها بالشق السياحي فقط. بل يعتبرها إشارة مفادها أن أجواء التصعيد في المنطقة قد انتهت.. والآتي لن يكون أسوأ مما تجاوزناه وتحديداً في سوريا.هذا بعض ما يمكن التقاطه في الرادارات الخليجية.

هل ثمة ترابط بين الأجواء الخليجية السياحية والإشارات السياسية المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي؟

في «المستقبل» ما تزال الثقة راسخة بأن الاستحقاق لا يزال بعيداً.

مصادر «التيار» توضح أن المشكلة الفعلية هي عند «حزب الله» ليس لأنه لا يريد أن يحسم قراره بالاختيار بين عون وفرنجية، بل لأنه يشعر أنه كلما تأخر الوقت كلما أمكنه طرح مبدأ «السلة الكاملة». وهذا خيار يسعى «المستقبل» لتجنبه «لما له من انعكاسات متدحرجة لا أحد يعرف كيف تنتهي». أضف إلى أنها لا بد أن تطال حينها شكل النظام، وهو الكأس التي يفضّل «المستقبل» عدم تجرعها.

لذلك، فإن الأولوية المستقبلية تبقى للعمل بالتجزئة، على أن تكون الرئاسة بنداً أول. وهنا تحديداً يتسلل القلق إلى جسم «التيار»: هل يصل الحريري إلى الموافقة على انتخاب عون؟

يعتبر كثر في «المستقبل» أن اتفاق «8 آذار» على انتخاب عون وانسحاب فرنجية، قد يؤدي فعلاً إلى موافقة الحريري على انتخابه، «لكن عندها سيواجه مشكلة كبيرة داخل تياره، تزيد عن تلك التي واجهها عندما سعى إلى ترشيح عون منذ نحو سنتين».

بهذا المعنى، فإن في «المستقبل» قناعة بأن الفيتو الفعلي ليس سعودياً، كما يتردد بل مستقبلي صرف. ولأن الحريري يعرف حجم معارضة ترشيح عون داخل «التيار»، فإن البعض يعتبر أن خوفه من ردود الفعل صار مضاعفاً، خاصة أن تمرد أشرف ريفي كسر حواجز عديدة كان يتردد المستقبليون في تخطيها.

في «المستقبل» إشارة إلى أن الحريري لم يعد مطلق اليدين في السير بخيارات «التيار». ومن وافقه في ترشيح فرنجية وافقه لأن الخيار كان بينه وبين عون، وليس تنفيذاً لقرارات عليا. باختصار، يقول المصدر إنه بعد سلسلة من القرارات المتسرعة والمتناقضة والمرتبكة، لم يعد بإمكان الحريري أن يقرر ويفرض قراره على «التيار»، فآلية القرار يُفترض أن تكون معكوسة: عليه قبل أي مبادرة أن يحصل على موافقة «التيار».. كي لا تكبر ظاهرة أشرف ريفي وتتكرر.