بين خيار الأخوة التي لا تقدر بثمن، والعداء المرتفع الثمن، اختارت قطر الخيار الثاني فغرقت في المستنقع، وتحاول ان تغرق محيطها في المستنقع ذاته.
مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمه دولة الامارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين، اختار الاستقرار ووضع حد للتوترات في المنطقة، دخل في حلف استراتيجي مع الولايات المتحدة الاميركية، فكانت قمة الرياض أكبر قمة في التاريخ من حيث مشاركة أكثر من خمسين دولة فيها، ودعيت اليها قطر، تأكيدا للاخوة، ولكن قبل ان يجف حبر مقررات القمة بدأت المحاولات القطرية لزعزعة الاستقرار، وكأنها بين الاشقاء الخليجيين والإرهاب، اختارت الارهاب، مع كل اكلافه المرتفعة.
***
اليوم لا تترك قطر وسيلة إلا وتستخدمها في ضرب الامارات والسعودية والبحرين. من أحدث انجازاتها في هذا المجال ان احدى صحفها، وهي العرب سعت الى تزييف أخبار وفبركتها للإيقاع بين دولة الامارات العربية المتحدة ودول خليجية، من خلال صناعة روابط الكترونية ونسبها الى صحيفة الاتحاد الاماراتية.
وبعد البحث عن روابط الموقع القطري المفبركة الكترونيا تبين ان تلك الأخبار التي نسبت لصحيفة الاتحاد الاماراتية هي في الأصل صادرة عن صحيفة العرب القطرية.
الخطير في كل ذلك هو في مضمون ما تم تزييفه وفبركته من خلال محاولات زرع الفتنة بين دولة الامارات العربية المتحدة من جهة، وسلطنة عمان والكويت من جهة أخرى، حيث عمدت الى دس تصريحات مزورة منسوبة الى ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في موقع يحمل اسم الاتحاد وشعار صحيفة الاتحاد الاماراتية.
لكن سرعان ما تم كشف هذا التزوير وزيف الادعاءات القطري.
***
لم تكتف قطر بهذا التزوير بل عمدت الى اغراق المنطقة في المزيد من التوريط، وهذا ما كشفته تقارير اعلامية تركية عن عزم باكستان، بطلب من قطر، على نشر 20 ألف جندي باكستاني، وتأتي هذه المجازفة غير المضمونة النتائج في وقت قررت تركيا ارسال خمسة آلاف جندي الى قطر.
هنا يطرح السؤال: ما هو المخطط الجهنمي الذي تحاول قطر ان تدخل الخليج فيه؟
المعروف ان تركيا تأوي وتحمي الاخوان المسلمين.
وان باكستان كانت تحمي اسامة بن لادن وكان مقيما على اراضيها قبل العملية الاميركية عليه. وان قطر تحمي وتمول النصرة وداعش.
فما هذا المثلث القطري الباكستاني التركي الذي يشكل ضد الخليج؟ وهل هو الرد على قمة الرياض لمحاربة الارهاب؟ وفي هذا المجال يُسجَّل الجسر الجوي بين الدوحة وطهران حيث أعلن مسؤول بشركة الخطوط الجوية الايرانية عن نقل الشركة، مواد غذائية وخضروات، بواقع 4 رحلات من مطارات طهران وشيراز الى قطر.
التورط القطري ليس ابن ساعته، فقد كشفت وثيقة صادرة عن السفارة القطرية في العاصمة الليبية طرابلس، في ايلول 2012، عن تورط قطر في تجهيز نحو 1800 مقاتل من شتى دول المغرب العربي وشمال افريقيا للقتال ضمن صفوف الجماعات المتطرفة في العراق.
هذا اثبات اضافي على ان قطر تقوم بالمبادرة في اتجاه الارهاب، وان تصرفها لا يقع في باب ردات الفعل والانفعال بل انها تعي ما تفعل عن سابق تصور وتصميم.
***
في المقابل، تتصرف الامارات بمستوى انساني رفيع، فقد اعطى رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان توجيهاته بمراعاة الحالات الانسانية للأسر المشتركة الاماراتية والقطرية تقديرا منه للشعب القطري الشقيق.
انها الانسانية في مواجهة الارهاب، والفصل بين الشعب القطري وحكام قطر الذين يأخذون بلادهم الى الهاوية، ولو عبر التحالف مع الارهاب.
