Site icon IMLebanon

غي نهرا ترشّح حاكماً عن ولاية “نيفادا” وقلبه مع الثورة في لبنان

 

أصله من ضهر الصوّان ويُشكّل اللوبي اللبناني في الإغتراب

 

من آل نهرا، من لبنان، من بلدة ضهر الصوان في المتن الشمالي، من صفوف الشباب المسيحي ممن أمسكوا بالبندقية وهبوا في عمر “التعش” دفاعاً عن هوية وصمود ووجود وبقاء وكيان. هو كأي (Guy) في اللهجة الأميركية وغي (ghee) في اللهجة اللبنانية. إنه غي نهرا (مواليد 1961) المرشح الى منصب حاكم ولاية نيفادا في الولايات المتحدة الأميركية. إنه الرجل القريب من القلب الذي جعل “ولاد البلد” يفتخرون به وجعل من “نيفادا” أقرب الى كثير كثير من اللبنانيين. وكيف لا، ولسان حال الكثيرين الآن: يلا رايحين ع نيفادا…

غي نهرا، يشكر عبر “نداء الوطن” كل لبناني ولبنانية إفتخروا به ويقول لهم، لكم، لنا: thank you for the kind words. هو يتابعكم. ويفرح لفرحكم ويقلق لقلقكم. ولم ينسَ لبنان يوماً ولن ينساه وكيف يفعل وهو من أصل فينيقي يفتخر به.

 

“مش هيّن تكون لبناني”! غي نهرا يُحقق هذه المقولة على بعد 11 ألفاً و729 كيلومتراً جوّاً تقريباً عن بيروت. هو، في هذه اللحظة الزمنية الأقسى التي نعيشها في لبنان، مدّنا جميعاً ببعض الأمل بأننا قادرون على إحداث الفرق إذا أردنا لكن ليس في لبنان. هي نقطة إيجابية ونقطة سلبية في آن. فنحن قادرون لكن في بلاد تفسح في المجال لتحقيق الأحلام.

 

لم ينسَ

 

الناشطون على “السوشيل ميديا” غرّدوا عنه. كتبوا عن ذاك الشاب الذي يفتخر بأصله وفصله. الذي يقول في حملته الإنتخابية: أنا من هنا. من تلك الخارطة الأرضية التي تدل الى لبنان. وهذه هي البزة التي ارتديتها، بزة “القوات اللبنانية”، في أوائل الحرب اللبنانية دفاعاً عن وجودي المسيحي. هو لم ينسَ. كثيرون مثله. والإنسان الذي يعرف معنى الوجود موجود، يبقى في مكان يحلّ فيه من دون أن ينسى الجذور.

 

لكن، لماذا يُتحفوننا في لبنان بشخصيات حمقاء يتشاجرون أشهراً ليأتوا بها طالما لدينا شخصيات لها حجمها ووزنها الفعلي لا النظري في كل العالم؟

 

سؤالٌ لا نتوقع له إجابة…

 

فلننتقل إليه. غي نهرا أطلق حملته الإنتخابية بالطلب من مؤيديه التبرع لحملته. خمسة دولارات قد تكفي. خمسة دولارات قد تغيّر مجرى “نيفادا”. أما هنا فيترشحون ويوزعون مئة دولار على الناخبين (الآن قد يفعلون بعشر دولارات ربما) و”يشفطون” أصواتهم ويتركونهم أربع سنوات يتخبطون في أخطائهم. هو بدأ “صحّ”. فمن هو؟ نسأله. نسأل أقرانه. نسأل أقرباءه. نسأل إبنة عمه كارين نهرا الموجودة في فرنسا في بحثنا عن أجوبة. فلنبدأ من الآخر، هو مع الثورة. هو أتى آخر مرة الى لبنان مع إبنته الكبرى في العام 2019 بعد الثورة مباشرة ليرى بأمّ العين “اللحظة الجميلة” التي هبّ فيها اللبنانيون بحثاً عن وطن. وهو يساعد من حيث هو موجود. لا أحد يسأله خدمةً ويرجع خائباً. يومها نزل الى ساحة الشهداء وصعد الى ضهر الصوان وزار الأرز وهمس في أذن إبنته التي لا تعرف اللغة العربية: بلدنا يا ابنتي صغير جداً لكنه كبير كبير في أعيننا. فأجابته أريد أن أعيش هنا. لكن سرعان ما اكتشفت أن حكّام لبنان لا يسمحون حتى لابنائهم وبناتهم الذين هنا، بالعيش الكريم فعادت وغادرت.

 

سافر غي نهرا أول الحرب، في العام 1980 تقريباً، بعدما حارب في صفوف “القوات اللبنانية” ودافع عن بلده وعاش الرعب والقلق. أراد أهله إبعاده باكراً عن لبنان الذي انهار فغادر الى كاليفورنيا ليعيش مع عمته. ولحقه والداه وشقيقتاه. وأصبحت كل العائلة، كما بيوتات كثيرة لبنانية، هناك. درس إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد ثم في جامعة شيكاغو. ودخل مجال الأعمال وأصبح رائداً. نجح نجاحاً باهراً في ما فعل. وأقسم بعد سبعة أعوام من وصوله الى هناك اليمين ليُصبح مواطنا أميركياً، لبنانياً-أميركياً. وهو يعتزّ بأميركيته ولبنانيته معاً. فالأولى منحته الفرصة والثانية منحته الإنتماء الأول والجذور. وهو الذي اعتاد أن يعارض ويعارض ويظل يعارض كي يحقق الحلم والأمل والغد.

 

نهرا الجمهوري

 

نجح أكاديمياً ونجح في عمله ونجح في تأسيس شركة life science venture capital التي استثمرت لاحقاً في 180 شركة مبتكرة في مجال التكنولوجيا الحيوية والطبية. هو باحث مبتكر. ما يهمه هو البحث الطبي في سبيل إنقاذ الأرواح. وطبيعي ان يكون اليوم حزيناً وهو يرى القطاع الصحي في لبنانه، بلده الأول، يتشلع. غي نهرا مثال للشاب اللبناني الطموح الذي “يغيّر” محدثاً الصدمات الإيجابية أينما حلّ. شابٌ آمن منذ يفاعته بوجوب التصدي والمواجهة وحتى حمل السلاح في صراع وجد نفسه فيه دفاعاً عن أسرته ومجتمعه وإيمانه المسيحي. ومن يملك صفاته تفتح له الأبواب.

 

هو جمهوري. حاكم نيفادا الحالي هو ستيف سيسلوك الديموقراطي. ومن تابع الإنتخابات الأميركية الأخيرة يتذكر أن تلك الولاية كانت “الحاسمة” في الإنتخابات وتأخر فيها كثيراً إعلان النتائج النهائية، كون التصويت فيها جرى عبر البريد الإلكتروني، زمن كوفيد 19، ما جعل الرئيس دونالد ترامب يطعن بها. لكن، جرى ما جرى وربح الديموقراطي بايدن بأصواتها. فهل نجاح الحاكم اللبناني- الأميركي في الإنتخابات المقبلة معناه نجاح تعهده “باللا للتزوير؟”. هذا هو أحد أهدافه.

 

هو كان منهمكاً طوال وقت مضى بتمويل الأبحاث الإستشفائية ولم يكن يهوى السياسة أما الآن فيريد التغيير. يرى تغيير نيفادا. وتغيير لبنان. “فالهدف الأول له الدفاع عن القيَم التي تصنع البلاد وإذا كان قد اكتشف أن التغيير شبه محال، أقله الآن في لبنان، فالتغيير قد يكون ممكناً في الولاية الأميركية. فلا أحد ينزل الى السلطة في لبنان معتمداً على كفاءاته أما هناك فهذا ممكن”.

 

هو يتابع عن كثب، أولاً بأول، ما يحدث في لبنان. فماذا يقول عن بلده الأم أمام معارفه؟ هو على تواصل مع الداخل اللبناني ويقوم بما يشبه اللوبي اللبناني في اغترابه كي يعكس المشهدية اللبنانية الحقيقية في الخارج، مستفيداً من علاقاته مع أعلى مواقع القرار هناك خصوصاً في ظل وجود أشخاص لا يعكسون حقيقة المشهدية الراهنة. هو ينقل الصورة الكاملة وأسباب الثورة والإرادة اللبنانية الحقيقية وكل المشهدية التي تلت الرابع من آب. هو يساعد شخصياً الداخل اللبناني ويجري إتصالات أسبوعية، ساعة على الأقل في الأسبوع، مع اشخاص يثق بهم وينصت إليهم بإمعان عما يدور في الداخل اللبناني. هو متعلق جداً بلبنانه. لبنان في عروقه أكثر بكثير ممن عاشوا فيه ويفكر بكيفية المساعدة في إخراجه من الجحيم ليل نهار. والده بول توفي منذ عشرة أعوام ووالدته تعيش معه هناك. وأحلى لحظاته حين يتحدث معها، بالعربية، باللهجة اللبنانية، عن لبنانهما.

 

بسيط في تعامله. ذكي جداً في تعاطيه. ونيفادا تضم لبنانيين كثراً. وسرّ لبنان، بالنسبة إليه أنه صحيح بلد صغير لكنه يملك طاقات هائلة في الإغتراب.

 

إنتخابات بلا تزوير

 

هو يريد للبنان ما يريده لنيفادا. يريد أن يقاتل هناك كما قاتل هنا. إنه يريد قلب الطاولة من أجل أن يكون الشعب مرتاحاً. ويريد أن تجري الإنتخابات هناك، كما هنا، بلا عيوب ولا تزوير. هو لا يريد انتخابات يُشكك بها الشعب وهو ما حصل أخيراً في الولايات المتحدة الأميركية “حين شكك نصف الناخبين في النتيجة النهائية”. إنه يريد أن يجري التحقيق الكامل في كل الإدعاءات المشروعة المتعلقة بتزوير أي انتخابات. هو يثق أن الدساتير لا تمنح الحقوق “فالحقوق من عند الله”. وأن حرية التعبير كما الحرية الدينية مقدسة. لذا لا بد من “الدفاع عن قدسية الحياة البشرية”.

 

ويثق اللبناني-الاميركي غي نهرا “أن الحكومات يجب أن تكون مثل الأعمال التجارية التي تدار في شكل جيد وتقدم الخدمات الأساسية بكفاءة، وذلك من دون إرهاق الناس بالضرائب، مع إبقاء الضرائب على العائلات والشركات التي تخلق فرص عمل منخفضة”.

 

وكما هو “التعليم مفتاح الحلم الأميركي كذلك يفترض أن يكون في لبنان، مع تزويد الأطفال بأدوات العالم الحقيقي التي يحتاجونها للنجاح حين يكبرون، لذا المطلوب الإستثمار في الجامعات العامة وبرامج التعليم المهني ووضع معايير عالية ومحاسبة المدارس”.

 

غي نهرا اللبناني الذي “ننشغل” به ونفخر به ونتمنى أمثاله في لبنان قد يصبح قريباً حاكم الولاية التي تلقب بالولاية الفضية في أميركا، وهي سابع أكبر ولاية في الولايات المتحدة الأميركية. نيال نيفادا به ونيال لبنان به. فلننتظر الإنتخابات هناك كما ننتظرها هنا. فمعها يحدث التغيير.