Site icon IMLebanon

الفرصة أُتيحت، فهلمّوا…

“من أجل استقلال لبنان وأمنه، الآن هو الوقت المناسب للزعماء اللبنانيّين للعمل على المصالحة الوطنيّة، وانتخاب رئيس للجمهوريّة اللبنانيّة”.

لست أنا من يوجّه هذا النداء الصادق والمخلص إلى القيادات والمرجعيّات، إنما هو رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما شخصيّاً. وبالصوت والصورة وابتسامة التشجيع.

على افتراض أنها مجرّد كلمات لطالما سمعنا وقرأنا مثلها، سواءً للرئيس الأميركي أم لسواه ممّن يدّعون أنهم أصدقاء لبنان، لكنها جاءت في وقتها ومحلّها، ومع بداية مرحلة جديدة تتّسم بالانفتاح والجديّة، وتتوّجها لقاءات ومحادثات تنصبّ بخلاصتها على “التسوية الشاملة”، ونجمها الساطع الاستحقاق الرئاسي.

وفي هذا الصدد تحديداً يقول لنا أوباما المحبّ للبنان إنه تأثّر للغاية، وأبدى أسفه الشديد لمرور مناسبة الاستقلال للعام الثاني على التوالي من دون رئيس مُنتَخَب يزيّن بحضوره الجمهوريّة المفرَّغة والمناسبة الوطنية معاً…

لندع العواطف، والكلمات الوديّة، والنصائح التي في محلّها جانباً، ولننظر بتمعُّن في ما شهدته باريس من لقاءات بين قيادات لبنانيّة لها وزنها، وما يتردّد في بيروت كصدى لهذه اللقاءات، وردود فعل من هذا الفريق المتضرِّر أو ذاك الفريق المعترض.

في كل حال، اللبنانيّون مع كل محاولة هدفها الخروج من “جنة الفراغ والضياع”، ومع “التسوية الشاملة” التي كثرت الأحاديث عنها، على أن يكون الهدف الأوّل في برنامجها الاتفاق، أو التفاهم على رئيس للجمهوريّة، تكون “بنود التسوية” في صميم برنامج عهده.

على المتحاورين وأصحاب المساعي الحميدة والمعترضين أن يأخذوا في الاعتبار ما يتمتّع به الوضع اللبناني، في هذه المرحلة الملتهبة، من فرص ودعم وتأييد ليُلملِم أزماته وفراغاته المتعدّدة، قبل أن تتعرّض المنطقة لاهتزازات غير منتظرة… فتذهب الفرص، وفي ظهرها الدعم والتأييد وما إلى ذلك.

لقد تلقّى المسؤولون وكبار الساسة والمرجعيّات تشجيعاً إقليميّاً ودوليّاً تتقدّمه أميركا والروسيا وفرنسا، وقوامه على نطاق المنطقة إيران والسعودية ومصر وحتى تركيا، للشروع في البحث عن “تسوية وطنية شاملة مرحليّاً”، من شأنها استرجاع الدولة والمؤسّسات والقوانين والأنظمة، سواءً من المنفى أم من الفوضى العارمة التي يتخبّط فيها لبنان منذ أكثر من عامين.

لا يخفى أحد من الناس أن لقاءات باريس حرّكت “جمود” الحياة السياسيّة في بيروت، وحرّضت البعض من السياسيّين على طرح فيض من التساؤلات. سواء من جهة الرابع عشر من آذار، أو في صفوف تكتّلات الثامن منه.

معظم الغليان والدوران يتّصل مباشرة بالمرشّحين المحتمَلين، ومَنْ يؤيّد ويدعم فلاناً أو علاناً. وهذا أمر طبيعي.

المهمّ أن السانحة أتيحت، وعليكم اغتنامها، فلربما ترجع ليالي زمان ويرجع أهالينا.