“نحذر شركاءنا من أيّ طرح للخروج عن الطائف لأنه مغامرة نحن بغنى عنها”
تترقب الساحة المحلية والقوى السياسية كما الكتل النيابية الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان وما سيحمله من أفكار أو طروحات تتعلق بالملف الرئاسي بالتوازي مع التحركات التي ما زال يقوم بها سفراء “اللجنة الخماسية” ولو بطريقة منفردة وعبر لقاءات ثنائية في الوقت الحالي. وفي هذا الإطار، يؤكد عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن، أن الكتلة كما الحزب التقدمي الإشتراكي، “سيستمعون اليوم إلى الموفد الرئاسي الفرنسي الذي يلتقي رئيس “اللقاء” النائب تيمور جنبلاط كما الرئيس السابق للحزب الإشتراكي وليد جنبلاط، علماً أن موقف الإشتراكي ثابت من الإستحقاق الرئاسي، إذ يعتبر أنه بمعزل عن التحولات على أكثر من صعيد محلي وخارجي، فإن اللبنانيين محكومون بإنتاج رئيس للجمهورية على قاعدة القبول من كل الأطراف وليس بفرض رئيس من طرف على طرف آخر”.
وفي حديثٍ لـ”الديار” يعتبر النائب أبو الحسن أن “فرض الرئيس غير مسهّل، حتى وفق القواعد الدستورية التي نحترمها ونشدد عليها، لأن ما من فريق يمتلك الأصوات الكافية لانتخاب مرشحه الرئاسي”.
وعن قدرة لودريان على خرق جدار المواقف المحلية من الملف الرئاسي، يقول النائب أبو الحسن إن “المطلوب أولاً، هو الإطلاع على الطرح الذي في جعبته إذ لا يمكننا استباق الأمور”، لكنه يؤكد بأنه “إن لم تساعد القوى السياسية الداخلية أصدقاء لبنان، فإن هؤلاء لن يتمكنوا وبمفردهم من مساعدتنا، فالمطلوب ملاقاتهم إلى منتصف الطريق وفتح الأبواب والقيام بواجبنا الوطني، إنما من المؤسف أن ذلك لن يحصل لأن هناك من ينتظر حرب غزة من أجل استثمار نتائجها في الإستحقاق الرئاسي، وهذه خطيئة كبرى”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الموفد الرئاسي الفرنسي يأتي لإبلاغ رسالة إلى السياسيين بوجوب الإسراع بانتخاب الرئيس قبل تفاقم الوضع في الجنوب، يجيب النائب أبو الحسن إن “اللبنانيين لا ينتظرون لودريان لتحذيرهم من خطورة الوضع الجنوبي ومطالبتهم بوجوب انتخاب الرئيس، فمن الطبيعي أنه في حال عدم التفاهم بين الأطراف لن تحصل الإنتخابات الرئاسية ولن تتألف حكومة جديدة ولن يكون إنقاذ وتعافٍ وإصلاح كما سيكون تغييب لحقوق المودعين وستزداد هشاشة الدولة والمؤسسات وصولاً إلى الخطورة المتمثلة بالوضع المتفجر وما يحاك للمنطقة من مشاريع مشبوهة”.
وعن زيارة جنبلاط إلى عين التينة عشية وصول لودريان، يوضح النائب أبو الحسن أن “التواصل دائم مع الرئيس بري وذلك تحديداً بعد جولة جنبلاط الخارجية إلى فرنسا وقطر، وبالتالي كانت جولة أفق وبحث بالملفات الداخلية من الرئاسة إلى الجنوب والحرب في غزة، وهي كلها عناوين دسمة للتشاور بين الطرفين”.
وحول ما إذا كان يستشعر وجود توجه لدى رئيس المجلس للفصل بين حرب غزة ورئاسة الجمهورية، يقول النائب أبو الحسن إن “الرئيس بري يحاول إنجاز الإنتخابات الرئاسية، ولكن من المفترض أن يلاقيه الآخرون إلى منتصف الطريق، بمعنى أنه عندما يحاول أن يدعو للحوار وللنقاش ويأتي أحدهم ليرفض الحوار ويطالب بتطبيق القواعد الدستورية، فهذا يعني أنه يرفض هذه المحاولات، أو إذا قال البعض إنه حوار بشروط مسبقة، فهذا غير دقيق لأن لا شروط مسبقة للحوار المطروح، وبالتالي فعلينا كلنا أن نحاول وهناك منطق للأمور ولكن ما من أحد يتحدث بالمنطق اليوم”.
وعن زيارة جنبلاط إلى الدوحة والمسعى القطري، يشير النائب أبو الحسن إلى أن “الدوحة تتحرك ضمن اللجنة الخماسية وقطر تتميز بدينامية واضحة ولديها خبرة بالملف اللبناني، والديبلوماسية القطرية نشيطة ومميزة، كما أنه لديها قدرة مرونة للتعاطي مع كل القوى على الساحتين الإقليمية والدولية كما على الساحة اللبنانية، لأنها تتواصل مع كل المكونات المعنيّة بالملف الرئاسي”.
وإذ ينفي أبو الحسن وجود أي توجه لحوار لبناني في الدوحة، يشدد على “الحوار في بيروت، لأنه كلما تأخرنا كلما غرق المركب أكثر وتباعدنا أكثر، في ظل المشاريع المشبوهة التي تُطبخ للمنطقة، بدلالة واقع سوريا الخطير الذي يتجه نحو التفتيت، ولذلك وبكل هدوء وبكل محبة، نحذر شركاءنا في البلد من أي طروحات تؤدي للخروج عن اتفاق الطائف، هي مغامرة كبرى نحن بغنى عنها في الوقت الحاضر”.