IMLebanon

أبو الحسن لـ “الديار”: مخطط “إسرائيلي” لتوريط أميركا بالحرب لتأجيل الأجندة الداخليّة والخلافات… وتمرير المرحلة بالتضامن 

“لا وجود لوساطة يقوم بها جنبلاط بين بري والمعارضة”

تصاعد المؤشرات حول اقتراب لحظة الردّ على الاغتيالات “الإسرائيلية”، التي توزعت بين بيروت وطهران، يفتح الباب واسعاً أمام مرحلة جديدة من الحرب، يحذر منها عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن، الذي يكشف لـ “الديار” عن “مخطط “إسرائيلي” لتوريط الولايات المتحدة الأميركية في الحرب”.

 

ويرى أنه “بعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن وخطابه في الكونغرس ولقاءاته مع المسؤولين الأميركيين، وبعد الجريمة المشبوهة في مجدل شمس وإطلاق الشرارة لتوسيع المواجهة، يحاول اليوم توسيع الاشتعال والحريق لتحقيق هدفين: أولاً صرف الأنظار عمّا يجري في غزة، وثانياً توريط الإدارة الأميركية في مواجهة أوسع، علّه يستطيع أن يوجّه صفعةً لايران وبرنامجها النووي الذي ما زال محط جدل ونقاش”.

 

وبالتالي، يؤكد أن “نتيناهو ما زال يحاول تكبير المشكلة وفرض واقع جديد، يأخذ بعين الاعتبار توجيه الضربة لإيران، وفي الوقت نفسه خلق معادلة جديدة تفرض ترتيبات أمنية في شمال وجنوب الأراضي المحتلة، حيث يبدو أنه ينجح، لأننا نرى أن القطع البحرية الاميركية قد أصبحت في المتوسط من أجل حماية “إسرائيل”، ولذا فإن المتوقع هو جولات من الرد والرد المضاد، وأن تتوسع الأعمال الحربية وتتورط الإدارة الأميركية في هذه الحرب”.

 

وعن الأهداف الفعلية للبوارج وحاملة الطائرات الأميركية التي باتت في المنطقة، يؤكد أنها “أتت من أجل الدفاع عن “إسرائيل”، بمعنى أنه إذا حصلت ردة فعل من إيران ومن لبنان ستتدخل هذه البوارج وتبادر إلى الردّ، وعندئذ سيكون نجح نتنياهو في جر الولايات المتحدة إلى المواجهة”.

 

وعن الموقف الأميركي على مستوى التهدئة، يقول إنه “إذا كان نتنياهو يفرض أجندته الخاصة ولم توافق عليها واشنطن، فإنها تستطيع أن تردعه وهي قادرة وبإجراء بسيط من خلال وقف الإمدادات العسكرية واللوجستية له فيرتدع، لان المسألة ليست في الشعارات الأميركية التي لا تمرّ ولا تجوز على المتابعين بدقة للأمور”.

 

وعن انزلاق الأطراف الإقليمية إلى مخطط نتياهو، يعرب عن اعتقاده بأن الحرب “سجال، وسنكون امام مشهد استمرار العمليات لفترة طويلة، أي موجة من الردود المضادة ولفترة طويلة، ذلك أنه بعد الاعتداءات في الضاحية الجنوبية وطهران، بات الحزب وإيران ملزمين بالرد، وبالتالي فإن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات”.

 

وعن احتمالات الحرب الموسعة، يقول إن “إسرائيل تعجز عن اللجوء إلى الحرب التقليدية، وهي ستُمعن في القصف والتدمير والاستهداف، حيث ان المهم أن ما يسعى اليه نتنياهو هو الحرائق الموضعية في غزة وفي جنوب لبنان، إلى توسيع الحريق لتوريط أميركا في ضرب إيران”.

 

وإزاء هذا الواقع على المستوى الداخلي، يشدد على أن “المطلوب من اللبنانيين اليوم أكثر من أي وقت مضى التضامن والتضامن وعدم إضاعة الوقت بالسجالات الداخلية، لأنه في مواجهة عدو يتربّص بنا وبالمنطقة، علينا ان نحدد الوجهة والعنوان، وأمّا مسائلنا الخلافية الداخلية فنناقشها بأطر مختلفة ولا نربط الخلافات الداخلية بمواجهة العدو الإسرائيلي. وبالتالي، علينا تأجيل الأجندة الداخلية قليلاً في الوقت الحالي، من أجل تمرير المرحلة الصعبة بجو من التضامن”.

 

وحول ما تردد عن وساطة يقوم بها رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط بين الرئيس نبيه بري وفريق المعارضة، ينفي وجود مثل هذه الوساطة، مؤكداً على “وجود همٍّ واحد هو تجنيب لبنان الإنزلاق نحو الحرب ووقف إطلاق النار، وإعادة الاعتبار للقرار 1701 والعودة إلى اتفاق الهدنة، وبعدها البحث في القضايا الداخلية. وأما في حال هناك عدوان على لبنان، فعلينا أن نكون جميعاً صفاً واحداً بالرغم من أننا نحبّذ عدم وقوع الحرب، إنما يجب أن نكون كلبنانيين صفاً واحداً ولا نضيّع ولا نخطىء العنوان”.

 

وعن جهوزية لبنان للحرب يؤكد أبو الحسن أن “لبنان ليس جاهزاً للحرب، ولكن من يقوم بالحرب هو “إسرائيل”. والسؤال الأبرز المطروح اليوم: إذا أوقفت أميركا الدعم “لإسرائيل”، فهل ستكون “إسرائيل” جاهزة للحرب؟”.