IMLebanon

هادي حبيش: حطب حطب… حطـب سنديان للبيع

بداية كان النائب هادي حبيش يشك في الموضوع، لكنه بات الآن واثقاً من وجود مجموعة «حاقدين» لا يفهمون كيف تتبنّى الدولة على نفقتها الخاصة تكلفة اقتلاع أكثر من 4000 شجرة من أجل شق طريق وتعبيده وتزفيته، ليتسنى لسعادته الوصول إلى المنزل الذي ينوي تشييده. فقد سبق لآل المر أن فعلوا أكثر من ذلك حين عدلوا المراسيم الخاصة بطريق المتن السريع لتجميد الوصلة الممتدة من بعبدات إلى المتين، وشق وتعبيد وصلة تمتد من بلدة بتغرين إلى منتجع الزعرور السياحي، فيما يمكن الحديث من دون حرج عن آل فتوش وغيرهم طبعاً.

وعليه، انتقل حبيش من الدفاع إلى الهجوم، سواء عبر ولوجه شخصياً إلى العالم الافتراضي للدفاع عن النفس أو عبر نشر زوجته صورة له يزرع شجرة قبل عام تعبيراً عن حبه للأشجار، قبل أن يحرج أمس الرأي العام بسؤاله إن كان ينبغي على النائب أن يركب حماراً للوصول إلى عقاره حتى لا يتهم بالفساد. ولم ينسَ حبيش التأكيد أمس أن عدد الأشجار التي قطعها أقل من العدد الذي سمحت به دائرة الأحراج في وزارة الزراعة، ولا حاجة بالتالي إلى كل هذا الصخب؛ يفترض بالمواطنين التعبير على مواقع التواصل الاجتماعي عن تقديرهم لحبيش وإعجابهم بتقيته البيئية.

الشركة المتعهدة اقتلاع الأشجار ليست إلا شركة محسوبة على حبيش في عكار

وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» من مراسلات وزارتي الزراعة والأشغال العامة أن الشركة المتعهدة اقتلاع الأشجار ليست إلا شركة المقاولات المحسوبة على النائب هادي حبيش، بحكم وجود أحد أقربائه كشريك رئيسيّ فيها. وعليه، لا يقتصر الموضوع على اقتلاع الشجر المعمّر وشق طريق على نفقة الدولة يعتبر حبيش المستفيد الرئيسي منه، بل فوق هذا كله يجني أحد المقربين من حبيش ربحاً مادياً من هذه العملية كلها. وكان بعض الناشطين البيئيين قد أعدوا دراسة علمية تفصيلية تبيّن أن عدد الأشجار المقطوعة يبلغ نحو 4500 شجرة، يقدر وزن الشجرة الواحدة منها بـ1600 كلغ. وفي معادلة حسابية بسيطة، يتبين أن هناك نحو 7 آلاف طن من الحطب، فيما يبلغ سعر طن الحطب 133 دولاراً، ليكون المجموع أكثر من 900 ألف دولار لم يُعرَف بعد إلى أين ستذهب: إلى جيب المتعهّد قريب حبيش؟ أم أن الأجهزة المعنية في وزارتي الأشغال والبيئة ستتحسب سريعاً لهذا الموضوع فتصادر الأشجار المقطوعة وتعوّض بثمنها عن خطئها الفادح عبر تشجير جبل آخر، في وقت يحوم تجار الفحم حول مجزرة حبيش للمفاوضة على الأسعار، علماً بأن من حق النائب الوصول إلى أرضه طبعاً، ولا أحد يريد لسعادته ركب الحمار فهو أكبر من ذلك وأهم بكثير. لكن يمكنه الوصول إلى أرضه بسيارة بدل الطيارة. فطريق السيارات يتراوح عرضها بين ثلاثة وستة أمتار، فيما عرض الطريق إلى منزل حبيش 14 متراً، وهو ما يوحي لبعض عارفيه بنيته استحداث مدرج لهبوط الطائرات لا مجرد طريق، علماً بأن مواقع التواصل الاجتماعي حققت انتصاراً كاملاً على حبيش الذي كان يرتبط اسمه بدبكة والده في احتفالات الاستخبارات السورية، فصار الاسم مرتبطاً باقتلاع الأشجار وتجيير الدولة لمنفعته الخاصة. ولا بدّ من تذكير الرأي العام بأن النائب المتهم، «من بعض الحاقدين أيضاً»، بشفط الرمال من نهر الكلب إنما هو عضو مجلس إدارة في عدة شركات خاصة، أبرزها شركة كفرحباب سيتي سنتر التي يرأس مجلس إدارتها والده النائب السابق فوزي حبيش؛ وهي تعنى وفق نظامها الداخلي ببناء الأبنية الرسمية، واستخراج الرمول، وتنظيف الاحواض البحرية ومآخذ مياه التبريد في المؤسسات العامة والخاصة، لا سيما مؤسسة كهرباء لبنان، وتعهدات الحفريات في البر والبحر، وتجارة الاسمنت والبحص والرخام والبلاط، وإعداد وتوضيب وتوزيع المأكولات بكافة أنواعها، وتنظيف الغرف والكوي للإدارات الرسمية والخاصة والقوات المسلحة اللبنانية أو الأجنبية التابعة للأمم المتحدة العاملة في لبنان.