IMLebanon

” الماشطة ” ووجهنا القبيح !

لو إنقلبت الساعة الزمنية عكسياً وأجريت في الشهر المقبل انتخابات نيابية ماذا ترانا كنا لنشهد في لبنان الما بعد ١١ عاما على الانسحاب السوري؟ حافزنا الى هذا الإفتراض المتسرع ينبع من فضول الى استكشاف “الباطن” اللبناني عقب اعلان أحد كبار اللاعبين الداخليين انهيار معادلة التحالفين العريضين لـ8 و14 آذار وأي واقع سيقوم على أنقاض هذا الإنهيار “التاريخي”. صدق بالتأكيد الرئيس نبيه بري في إعلانه الموت السريري للتحالفين على خلفية الإهتراء الذي أصاب من القوى السياسية مقتلا من جراء ازمة الفراغ الرئاسي التي شلت البرلمان كما فعلت بسواه ومثلما امعنت في تجويف المؤسسات وتركها نهبا لأسوأ المصائر فلم يعد من عنوان يظلل لبنان بعد سنتين من الفراغ سوى القصور السياسي وإنفجار فادح للفساد. ولكن المفارقة التي واكبت بلوغ تشريع الضرورة الطريق المسدود ودفعت برئيس البرلمان الى تجنب تفجير “انتفاضة ” مسيحية، من شأنها ان تعيد اللبنانيين الى أصل العلة واساسها بلا مواربة. شاءت المصادفة وحدها أن يعلن رئيس المجلس نعيه لمعادلة نهاية التحالفين عشية الذكرى الـ11 للانسحاب السوري، ولكن ماذا عن توارث الوصاية السورية بأخرى لم تفض الا الى سيادة منطق الاستقواء بميزان قوى مختل سخر لبنان كفريسة للصراع الايراني – الخليجي وساحته الخلفية الملاصقة لساحات الحروب من سوريا الى اليمن ويكاد يجهز على كل أثر للنظام الدستوري وحتى الميثاقي فيه ؟ ثم أن انهيار المعسكرين ليس نتيجة العوامل ذاتها لأن النجاح المنقطع النظير للتعطيل والتسبب بمزيد منه هنا وهناك لا يزال يحتسب واقعيا لمصلحة المحور “الممانع” إياه الذي تولى دفة الوصاية البديلة على لبنان. وإذا كانت كتلة الرئيس بري تدأب على حضور جلسات انتخاب رئيس الجمهورية مخترقة الحرم على الانتخاب فان سنتين من التعطيل على أيدي الحزب الحديدي وحليفه المسيحي وحلفائهما الآخرين لا تدع مجالا للشك في أن 8 آذار خدمت وظيفتها الاقليمية ولا تزال ، شاء من شاء وأبى من أبى. اما في المقلب “السيادي” المتصل بـ14 آذار فلعلنا لا نثير جديدا إن ترحمنا على ارواح الشهداء فيما نشهد موتا سريريا ليس للتحالف بذاته بل لمجرد افتقاد صوت صارخ من هذا المقلب يسأل “ماذا فعلنا ؟”. رأينا بأم العين جهة “قومية ” تستنفر بمشهد ميليشيوي امام الجامعة الاميركية عشية ذكرى جلاء الوصاية السورية لرفضها ” خرق الحرمات الممانعة” ايضا. اسم بشير الجميل الهب العداوات المتحفزة لابقاء غيتوات نفسية وجغرافية و”ايديولوجية”. ثمة ما يشبه ذلك في كثير من انحاء بلدنا حتى في دواخل الـ8 والـ14 والطوائف والأحزاب كافة. فماذا تراها تفعل ” الماشطة بوجهنا القبيح “؟