IMLebanon

مرشح رعد الشبحي

 

المتكلمون الواعظون الثابتون كل أحد: غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة والحاج محمد رعد. أمس الأول دعم بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي شقيقيه عودة والراعي لجهة حث النواب المتقاعسين على القيام بواجباتهم فيما احتاج الحاج رعد إلى إسناد نوعي، فأحال التصدي للراعي، إلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي حدد للبطريرك الماروني المقبول والمرفوض. من رعد بتطلع تقيلة. رعد ثقيل.

 

كل أحد تقيم المقاومة الإسلامية ذكرى أو تحيي يوماً أو تُدخِل إلى روزنامتها مناسبة وتوكل إلى الحاج رعد أن يعتلي منصة واعظاً في جمهوره بكلام مقعّر مؤدباً الآخرين بلهجة الإستعلاء وفائض الإستقواء.

 

«نعرف ما نريد ونتحرك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد» عال. وهل من تريده شبحاً يا حاج؟ أو مستحي فيه؟ أليس لدى مرشحكم اسم وكنية وصفة ووظيفة وحلة ونسب وبطاقة هوية وجهة ضامنة وقوة داعمة؟ ماذا تعملون كي يأتي من تريدونه رئيساً سوى «تمليق» الصهر و»تشتشته» ومراعاة خاطره ولو استغرق الأمر سنتين وأكثر؟

 

حين يرعد رعد، يطلق الكلام قذائف طائشة وعشوائية ولو بدا في قمة الرزانة وهو يكشر عن أنيابه ويكز على أضراسه ويشد على الحروف حتى يكاد ينفتق.

 

للحاج وجماعته أن يعملوا ليلاً ونهاراً لرئيس بمواصفات باتت معروفة ومعلوكة وليس له أن يخوّن من يريد رئيساً من مقلب سياسي آخر، اسمه الكامل ميشال رينيه معوّض. عمره 50 عاماً يرأس «حركة الإستقلال». وهو نائب عن زغرتا وكل لبنان. يوحي الحاج أن بضاعته الرئاسية محلية مائة بالمائة ومكفولة لست سنوات لا يمكن أن تزيح عن الخط قيد أنملة، ويرى أن خصومه يريدون رئيساً يأتي به الآخرون من خارج البلاد ليصبح رئيساً للبلاد.

 

يرى الحاج ما يريد. يرى كوابيس. يرى أيادي شيطانية. يرى مؤامرات، يرى دمى برلمانية يرى أزلام سفارات. ويرى نفسه بالمرآة حرّاً وسيماً ممتلئاً عزة. الآخرون عبيد. أو فستق عبيد.

 

حين يرعد رعد، ينسى تماماً أن «حزبه» وُلد العام 1982 خارج البلاد، ويتناسى أن مرجعية مرجعيته خارج البلاد، وأن تمويله من خارج البلاد. وأن سلاحه من خارج البلاد. وأن هندامه وثقافته المستجدة وأناشيده من خارج البلاد. وأن بيئته تكاد تكون بلداً خارج البلد ودويلة خارج الدولة.

 

حين يرعد رعد ينسى ويتناسى أنه انتُخب كنائب كي يقوم بواجبه الدستوري لا كي يصنّف المرشحين لرئاسة الجمهورية بين بلدي وبين «شغل برّا»!