IMLebanon

نصف الطريق الى بعبدا؟!

عندما حسم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ترشحه للرئاسة الاولى، يكون  قد قطع نصف الطريق الى قصر بعبدا، بعدما اصبح متأكدا من انه مدعوم بداية من رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية اللذين نسقا في هذا المجال ليأتي فرنجية رئيسا للجمهورية من دون اعتراض احد باستثناء حزب الله الذي لم تظهر اوراقه الى الان  مثله مثل رئيس تكتل التغيير  والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون، حتى ولو اقتضى الامر طرح تأييد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، الذي سبق له ان رشح فرنجية بالتفاهم مع الحريري (…)

اما وقد حصل ما حصل، اي ان العماد عون لا يزال مرشحا للرئاسة من غير ان يقدر على تغيير شيء في المعادلة السياسية القائمة على اكبر مجموعة نيابية المستقبل والقوات فضلا عن كتلة جنبلاط، مع ما يعنيه ذلك من ان اعتراض حزب الله والعونيين لن يقوم ولن يغير في المعادلة، اي بالنسبة الى معدل الاسماء (الثلثان زائدا واحدا)، وهذا الرقم محسوم قياسا على كل ما تقدم بالنسبة الى اعتراض حزب الله والعونيين، هذا في حال اعترضوا على فرنجية!

في اطلالته الاعلامية حدد فرنجية برنامج عمله من الالف الى الياء من غير حاجة الى فلسفة سياسية، واعاد التذكير بجده المرحوم الرئيس سليمان فرنجية عندما كان يقول كل ما يرد على لسانه من غير افكار مسبقة، بحسب اجماع من سبق وعايش الرجل عن قرب، حيث كانت مقاربة  الحفيد مثل مقاربة الجد، في تلاقٍ  غريب عجيب  للاضداد الذين دأبوا على تعطيل الانتخابات الرئاسية في ظل عبث سياسي بالغ التعقيد!

ان اطلالة فرنجية الاعلامية دخلت في صلب ما كان يقصده من تسوية هي من ضمن ما صدر عنه في لقائه الاول في باريس مع رئيس تيار المستقبل، حيث كان انطباع ايجابي ازاء كل ما ورد على لسانه، الى حد القول ان الزعيم الزغرتاوي الشاب قد نجح في الامتحان كمرشح رئاسي لا يرقى شك الى جديته، واظهر نفسه شخصية قادرة على حمل المسؤولية ورصينة غير سجالية قادرة على الانفتاح على الاطراف كافة، لاسيما ان هموم الداخل تتخطى النظر اليها كامتحان  سياسي (….)

وفي رأي قوى خارجية سبق لها ان سلمت سرها الى اوساط ديبلوماسية ان الاستمرار في الفراغ الرئاسي لا بد وان يؤدي الى كارثة وطنية من شأنها وضع الجميع امام خطر مصيري (…) وانطلاقا من هذه النقطة بالذات، سارعت الاوساط المشار اليها الى القول ان تلقف المسعى الرئاسي من جانب الرئيس سعد الحريري، شكل فرصة لخرق جدار الازمة السياسية.

وعلى جاري العادة، فان  اعلان فرنجية قبوله الترشيح يفهم منه قطع الطريق على استخدام الفيتو الذي تواصل على مدى ثلاث وثلاثين جلسة انتخابية مرة من غير ان يفهم منها ما يريده حزب الله وما لا يريده عون الى الان، قياسا على كل ما ورد من تعطيل النصاب جعل الدولة تفقد مبناها ومعناها، كما سبق وحصل يقلل   ردود الفعل السلبية التي لم يفهم منها كيف يجوز ترك الدولة من دون مؤسسات في مقدمها رئاسة الجمهورية التي تركت بصماتها السلبية على مجلس النواب كسلطة تشريعية وعلى الحكومة كسلطة تنفيذية.

وفي القسم  الثاني من حل ازمة الرئاسة  جاء موقف الرئيس الحريري والنائب فرنجية من التسوية تحت عنوان تأكيد ترشيح الثاني للرئاسة الاولى ومن صلب فريق الثامن من اذار، ما يفترض ان يحض مكوناته على التجارب مع المبادرة، كما ان مواقف المرشح معتدلة وهو شخص صريح ووفي لا يوارب، ولا عداوة شخصية له مع اي من المكونات السياسية اللبنانية.

وانطلاقا من هنا، ترى الاوساط الديبلوماسية ان الدعم الخارجي للتسوية الرئاسية يجب ان تلاقى بجهود محلية تؤدي  الى تفاهمات تفتح الطريق من امام التعقيدات الكلاسيكية مع العلم ان تطيير التسوية يعني وجود سيناريوهات غير مطمئنة من جانب من سبق له ان استخدم عملية النصاب لتطيير جلسات الانتخاب!

لذا، لا بد من القول ان الفرصة سانحة اليوم لتعزيز مناعة الداخل، اضف الى ذلك ان التفرغ للملف اللبناني في المرحلة المقبلة سيكون صلبا بل مستحيلا في ظل انهماك القوى الكبرى في ازمات المنطقة وفي ارساء التسويات وفي مقدمها وضع صيغة حل  للنزاع السوري (…)