كان لافتاً للنظر موقف «حماس» على ألسنة كبار قادتها أنّ لا علاقة لها بالإخوان المسلمين، وهذا كلام مهم، ومهم جداً، ولكن يجب ألاّ يبقى مجرّد شعار، إنما يجب أن يكون مترجماً في الممارسة…
فمن أسف شديد أنّ الإخوان «لم يصلّوا على النبي»، وقد تبيّـن أنهم وراء الأعمال الارهابية في مصر سواء أفي الداخل أم في سيناء.
فإذا كانت «حماس» جدية في هذا الاتجاه المعلن، فهذا أمر مهم جداً ويجدر التوقف عنده والبناء عليه.
وبالنسبة الى القضية الام، قضية فلسطين، فإنّ تراجع «حماس» عن مواقف 1967 هو أيضاً أمر إيجابي لأنه يضع إسرائيل على المحك ويكشفها على حقيقتها ويسقط حججها وذرائعها، وربّـما يفتح كوة في جدار الحل الموعود، كما أنّ هذا الموقف يدعم مسعى محمود عبّاس الذي قال له الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال لقائهما الأخير في البيت الابيض إنّ هناك إمكانية للسلام على قاعدة الدولتين.
وبالمناسبة فثمة مؤشرات ايجابية عديدة تميّز ترامب عن سلفه أوباما، أبرزها جديته في معالجة الملف السوري، وما جرى في خان شيخون (القصف بالكيميائي من قِبَل النظام) جاء ردّ فعله قوياً بضرب مطار الشعيرات الذي كان النظام قد استخدمه لانطلاق طائرته محملة بالسلاح الكيميائي.
ومحطة ثانية لافتة في مواقف ترامب وهي قصف أميركا منطقة الحدود المشتركة بين أفغانستان وإيران… في رسالة واضحة الى إيران .
ومحطة ثالثة بارزة في المئة يوم من العهد «الترامبي» هي برفع مستوى التفاوض في الاستانة من سفير الى نائب وزير الخارجية، مع البحث في المناطق الآمنة التي بدأ فعلاً تنفيذها، ومع اقتناعنا بأنها غير كافية إلاّ انها خطوة متقدمة جداً على أوباما.
عوني الكعكي