Site icon IMLebanon

كل فلسطيني «حماس» وكل عربي «حماس»

 

 

الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن في مؤتمر صحافي، أنّ إسرائيل مستعدّة لوقف إطلاق النار فوراً ولكن بشرطين:

 

الشرط الأول: تسليم جميع الأسرى لدى «حماس»… وثانياً: تسليم سلاح حركة حماس الى إسرائيل.

 

ماذا يعني هذا الكلام؟ وعلى أي أساس تطالب إسرائيل بتسليم الأسرى لها، وتسليم سلاح حركة حماس أيضاً، وما هو المقابل؟ بكل بساطة فقط وقف إطلاق النار طبعاً… يمكن أن تنظر إسرائيل بموضوع تسليم الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لديها ظلماً وعدواناً.

 

فعلاً.. مطالب إسرائيل غير مقبولة، كما انها ليست طبيعية ولا منطقية.. فهذان المطلبان يمكن فرضهما لو ان إسرائيل انتصرت… ولكن الوضع العسكري الآن ليس في مصلحة إسرائيل للأسباب التالية:

 

أولاً: شهران وإسرائيل لم تترك قذيفة أو صاروخاً أو طائرة أو دبابة إلاّ ودكّت بها غزّة… والنتيجة كانت تتلخص بتدمير مباني غزّة بنسبة 60% وتهجير 1.8 مليون فلسطيني من بيوتهم.

 

ثانياً: خسائر إسرائيل العسكرية.. ولأوّل مرّة في تاريخها وصلت الى أكثر من 500 دبابة ومقتل 2000 جندي، وهذه الأرقام أقل بكثير من الحقيقة.. لأنّ إسرائيل تُخفي خسائرها بالأرواح، لأنّ المجتمع الاسرائيلي حين يعرف الحقيقة فإنه سينقلب حتماً على النظام وعلى رؤوس القادة الاسرائيليين.

 

ثالثاً: لأوّل مرّة في تاريخ إسرائيل تستمر الحرب الواحدة شهرين حتى الآن وليس هناك بصيص أمل بتوقفها… هذا من ناحية حركة حماس، أما إسرائيل فإنها خائفة لانه عندما تتوقف العملية الاسرائيلية فسوف يُساق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى السجن لأنه مطلوب بملف فساد ورشوة…

 

رابعاً: تاريخ إسرائيل في الحروب بدأ عام 1956 ثم في عام 1967… يومذاك حققت انتصاراً تاريخياً ظنت انها تستطيع متى تريد أن تحتل كل العالم العربي كما فعلت في حرب 67… ولكن جاءت حرب 6 تشرين المجيدة لتبدّد الحلم الاسرائيلي وتقول له: إنك لا تستطيع أن تتفوّق على العرب، لأنّ العرب أصحاب قضية ومتى اتفقوا تنتهي إسرائيل حتماً.

 

مصر استرجعت سيناء، والفلسطينيون، حسب «اتفاق أوسلو»، استرجعوا الضفّة الغربية وقطاع غزّة… ولكن إسرائيل عرقلت ولا تزال قيام دولة فلسطينية، ظناً منها انها تستطيع أن «تضحك» على العرب وتأخذ كل فلسطين.

 

في حرب 1982 استطاعت إسرائيل أن تقضي على منظمة التحرير.. ولكن مدينة بيروت وحدها بقيت 100 يوم عاصية على الجيش الاسرائيلي.

 

ولبنان كله علّم إسرائيل درساً وأجبرها على الانسحاب عام 2000 من دون قيود أو شروط، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا… وهذه هي المرة الأولى التي تضطر إسرائيل الى الانسحاب من أراضٍ عربية بسبب المقاومة اللبنانية التي أجبرتها على الانسحاب.

 

أخيراً، نقول لإسرائيل وقيادتها المجرمة: إنّ قوّتها فقط هي في قتل الأطفال والشيوخ وكبار السن وتهجير الفلسطينيين وتدمير المباني.

 

أما المقاتل الفلسطيني، وخصوصاً «حماس»، فإنّه لقّن إسرائيل درساً لن تنساه، وهذه هي عملية «طوفان الأقصى» التي استطاعت خلالها مجموعة من 2000 عنصر من أبطال غزّة أن يحاربوا جيشاً تعداده لا يقل عن 40 ألفاً، ويقتلوا ألفاً يأسروا 350 جندياً وتمكنوا من احتلال 42 مستعمرة والقضاء على الجدار الذي تعتبره إسرائيل أهم حاجز حماية للمستوطنات، والتي بلغت كلفته 3 مليارات دولار ومزوّد بأجهزة تصوير وإنذارات كلها سقطت في ساعتين.

 

نصيحة للقيادة الاسرائيلية: اذهبوا وفاوضوا حركة حماس، وسلّموا جميع الأسرى الفلسطينيين في سجونكم، واتركوا الشعب الفلسطيني يقرّر مَنْ يحكمه بإجراء انتخابات فلسطينية حرّة ونزيهة.

 

ولنذكّر أخيراً بأنّ الهدنة الأخيرة فشلت وانهارت، لأنّ إسرائيل وضعت شرطاً بتسليم المجنّدات الاسرائيليات اللواتي رفضت «حماس» إطلاقهن، لأنّ التفاهم كان على المدنيين فقط وليس على العسكريين.

 

انهارت الهدنة لأنّ الحلّ كان وسيظل بيد «حماس».