IMLebanon

«حماس» أسقطت بليلة واحدة هالة الدولة العبرية

 

تجري التحضيرات على قدم وساق في إسرائيل، وتستقدم الاساطيل وحاملات الطائرات الأمريكية وشحنات الاسلحة الاميركية على عجل، للرد على عملية  حركة «حماس» طوفان الأقصى النوعية، التي باغتت جيش

الاحتلال الاسرائيلي ليل السبت  الماضي، واصابت منه مقتلا، ووجهت ضربة قاسمة إلى قوة وهيبة الدولة العبرية، ووضعت مستقبل واستمرارية هذه الدولة المصطنعة على المحك، بعد تقلص ثقة الاسرائيليين بدولتهم وجيشهم وقادتهم.

بدلا من استقالة المسؤولين عن هذه الكارثة التي ضربت مداميك الدولة العبرية، التي اقامها الصهاينة على ارض فلسطينية اغتصبت بالقوة والقتل وتهجير  اهلها  بدعم  من دول الغرب بزعامة بريطانيا، تجنب رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو  الاعتراف بالفشل والاستقالة،  وتظاهر بالتباكي على مصير اليهود  وطلب النجدة المعهودة من الولايات المتحدة الأمريكية، مددا من السلاح والمال ألذي  يشكل ركيزة استمرار دولة الاغتصاب  والتمييز  العنصري،  وهرع نحو تشكيل حكومة طوارئ للحرب مع خصومه بالمعارضة،كما سماها، متوعدا بسحق حركة حماس.

بعد اسبوع من هجوم حركة حماس، التي أسقطت خلاله، كل اوهام تفوق جيش الاحتلال الإسرائيلي في كل المجالات، يكتفي   قادة الاحتلال، السياسيين والعسكريين، بالدوران في دوامة التهديد والوعود بالاقتصاص من زعماء الحركة والقضاء عليها في عقر دارها،  وبقصف وقتل المدنيين الفلسطينين العزل بمساكنهم وتدمير المجمعات السكنية والمساجد والمستشفيات والمصانع، لتهدئة  نفوس  الاسرائيليين وإعادة  جزء من الثقة المفقودة بدولتهم، من دون التجرؤ على التقدم خطوة واحدة باتجاه القطاع او تحقيق التحام مباشر وجهاً لوجه مع مقاتلي حركة حماس المنتشرين بارجاء القطاع، وفي المقابل لم تستطيع كل الحشود التي استقدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي حول القطاع، في منع عمليات مهاجمة مستعمرات غلاف قطاع غزة، وقصف المدن والمطارات الإسرائيلية.

يعلم نتنياهو وقادة جيش الاحتلال الإسرائيلي ان الاجتياح العسكري للقطاع،لن يكون مهمة سهلة، بعد ان ذاق الجيش مرارته لدى احتلال القطاع سابقا، ودفع اثمانا باهظة  مقابله، ما اضطره إلى الانسحاب الاضطراري خلسة، واليوم ستكون تكلفة اي مغامرة لاجتياح القطاع، قد تتجاوز ما تكبده جيش الاحتلال ليلة السبت الماضي باضعاف مضاعفة،  وقد تكون كارثية، بسبب  جهوزية عناصر حماس على المواجهة بقدرات متطورة كشفتها  عملية طوفان الأقصى النوعية.

لذلك، مهما استقوى نتنياهو وقادة الجيش الاسرائيلي، بشحنات السلاح الاميركية ووجود حاملة الطائرات إلى جانبهم، وقاموا بتوزيع السلاح على المستوطنين لحماية انفسهم ظاهريا، وزيادة تهديد السكان الفلسطينين،  لن يستطيعوا اعادة هيبة الدولة  العبرية التي اسقطتها عملية حماس الخاطفة، واستطاعت فيها بليلة واحدة، وبضعة الاف من المقاومين، وبمعدات متواضعة نسبيا، في التفوق على كل الاسلحة النوعية والمعدات المتطورة واجهزة الرصد والتعقب، ونجحت في توجيه ضربة قاسمة لمخطط اقامة المستوطنات في طول الاراضي الفلسطينية المحتلة وعرضها  .

ازاء هذا الواقع المزري، والعجز الإسرائيلي، لن يكون باستطاعة الطاقم الإسرائيلي الحاكم، اعادة الاعتبار لهيبة دولة الاحتلال، وقوة الردع التي كانت تتميز بها  منذ تأسيسها  في ظل تنامي قوة حركة حماس بمواجهة الاحتلال، قياسا على السابق ما لم  يتم تجاوز نتائج  وتداعيات ليلة «طوفان الأقصى» التي زلزلت مداميك دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يبدو متعذرا في الوقت الحاضر، ما يعني دخول الصراع  مع الاحتلال مرحلة جديدة، بموازين قوى ليست بصالح إسرائيل للاستمرار بتجاهل حقوق الفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة.