سلّم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسّع يوهانس هان ورقة تتضمن “الرؤية العربية المشتركة”. واتفق الوزراء على “أهمية وجود سياسة جوار جديدة تتضمن بعداً سياسياً شاملاً وتراعي خصوصية الدول المعنية وتركز على التحديات الراهنة، ولا سيما تحدي الارهاب الذي ينبغي التعاون في مكافحته واستئصاله فكراً ونهجاً وعملاً، حفاظاً على تنوّع هذه المنطقة وعلى تألقها الناتج أساساً من تنوعها”، وفق ما أعلنه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مؤتمر صحافي مشترك عقده بعد ظهر أمس في فندق “موفانبيك” مع هان ووزيري خارجية لاتفيا ولوكسمبور، في ختام اجتماعين، الأول عربي بين باسيل ووزراء خارجية مصر سامح شكري والجزائر رمطان العمامرة وتونس الطيب باكوش، وفلسطين رياض المالكي والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ومثّل وزير خارجية المغرب، الوزيرة المنتدبة للشؤون الخارجية مباركة بو عبده، ومثّل الأردن السفير في لبنان نبيل المصراوي لأن السفير لدى بروكسيل الذي كان مكلفاً تمثيل وزير الخارجية أصيب بحادث منعه من المجيء الى بيروت. ولم توجه دعوة الى ليبيا لانها دولة مراقبة وبسبب الوضع السياسي المرتبك. أما الاجتماع الثاني فكان بين الجانب العربي، والآخر أوروبي متمثل بهان وبوزيري خارجية لاتفيا إدغار رينكيفيكس بصفة بلاده تترأس الاتحاد الأوروبي لنهاية الشهر الجاري ولوكسمبور جان أسلبورن بصفة بلاده رئيسة للاتحاد، ابتداء من أول تموز المقبل. وشدد الوزراء في الورقة على “البعد الثقافي في سياسة الجوار لما له من أهمية في ردم التباعد الفكري الذي يستغله البعض في الدفع نحو التصادم”. وأكد باسيل أن “لبنان مستعد بحكم دوره وطبيعته التكوينية للقيام بدور في هذا المجال”.
وركّز باسيل على “الاهمية التي يوليها لبنان لعلاقته بالاتحاد الأوروبي على كل الصعد. وعلمت “النهار” انه في الجلسة الأولى جرى نقاش بين رئيسي وفدي المغرب والجزائر لفقرة وردت في الورقة. طلبت مباركة بوعبده أن يكون للدولة الشريكة في سياسة الجوار تطلعات أبعد من الشركة، فاعترض الطيب باكوش ثم سوّيت الصياغة.
الاجتماع العربي – الأوروبي
أما الاجتماع الثاني فقد ضم الجانب الأوروبي، وافتتحه باسيل بمداخلة تناول فيها الدور الطليعي للبنان في عملية مراجعة سياسة الجوار الى جانب الدول العربية نظراً الى إيمانه بأن للاتحاد الأوروبي دوراً حالياً ومأمولاً في منطقة جنوب المتوسط ينبغي أن نتشارك جميعاً في بلورة معالمه”. وشدد على ضرورة معالجة “المشاكل والتحديثات العابرة للحدود” بهدف “الحفاظ على المنطقة وتركيبتها السكانية”.
ثم تحدث وزير خارجية مصر سامح شكري فقال “اننا نرى ضرورة لتطوير العلاقات مع الاتحاد وفق مبادئ المصالح المستدامة وليس اختصارها بالأزمات الآنية التي تواجهها منطقة المتوسط، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات الهائلة لبناء دول ديموقراطية مدنية وعصرية”.
وقال هان: “سنراجع سنة 2016 البرنامج المالي للسياسة الأوروبية لأنها تسمح بنتائج أكثر سرعة وستعرض سنة 2017”.
وأكد العربي أنه “لا بد أن تتسم آليات الشركة بالمرونة اللازمة للاستجابة للمتغيرات التي تشهدها دول جنوب المتوسط ولمواءمة التطورات”. وأوضح باسيل رداً على سؤال عن دور الاتحاد في مكافحة الإرهاب ان “لبنان بادر الى إطلاق ورشة عمل مع الاتحاد الأوروبي لمساعدته عسكرياً وأمنياً لمكافحة الإرهاب”.
وأشار الى أن “الورقة العربية الموحدة هي بادرة أولى تقوم بها الدول العربية ولا تختص بكل دولة، فهي عالجت موضوع اللجوء بشكل عام”.
وأوضح باسيل في مؤتمر صحافي أن “لبنان “بادر باطلاق ورشة عمل مع الاتحاد الأوروبي لمساعدته عسكرياً وأمنياً لمكافحة الإرهاب”.
وأشار الى أن المؤتمر تطرق الى موضوع اللجوء “أما مسألة اللاجئين السوريين فهي مسؤولية لبنانية أولاً”.
وقال هان “ان ورقة العمل تشجع على التواصل والحوار على أسس الاحترام المتبادل”.
وعلّق رينفيكس: “سنستفيد من بعض الأفكار التي جاءت من أصدقائنا العرب والتي تدعم سياسة الجوار الأوروبي، ونحن سنقوم بمراجعتها وتدقيقها، ونحتاج الى اجراء حوار سياسي بصورة اعتيادية بين الاتحاد الأوروبي ودول المتوسط لتعزيز سياسة الجوار”.
من جهته، قال وزير خارجية لوكسمبور جين اسلبورن: “نسعى الى تحصين العلاقات بين دول المتوسط والاتحاد الأوروبي، ونلقى دعماً في هذا الشأن من البنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي”.
وبعد الظهر افتتح باسيل الاجتماع الذي جمع ممثلين للمجتمع المدني اللبناني والاكاديميين وعمداء الجامعات والهيئات الاقتصادية وممثلين للمنظمات غير الحكومية ونقابة المحامين مع المفوض الأوروبي هان، وذلك للاستماع الى آراء ممثلي المجتمع المدني لعملية مراجعة سياسة الجوار الأوروبي.