اللقاء – المصافحة بين خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس تمام سلام على هامش افتتاح القمة الاسلامية في اسطنبول، كان اللبنانيون ينتظرون ما هو أكثر حرارة منه، لكن يبدو ان موجة الغبار التي أغرقت العلاقات السعودية – اللبنانية والخليجية – اللبنانية لا زالت تخيّم في الأجواء، رغم التوضيحات والمهدئات والذرائع.
المصادر المتابعة، عوّلت على عودة الرئيس تمام سلام بأكثر مما حصل من لقاءات ومشاورات وقد توقعت اختصار اللقاءات على المجاملات والهوامش، لأنها رأت في المعالجة اللبنانية للصدع الحاصل دون المستوى المطلوب، لقد حاول رئيس الحكومة نفض ما أمكن من الغبار الذي علق على الموقف اللبناني في مؤتمري وزراء الخارجية في القاهرة وجدة، لكن بقي هناك على الجانب الحكومي الآخر من يقابله برش الرذاذ لمنع الغبار من التساقط.
وحتى في تحضير البيان الوزاري للقمة، وافق لبنان على مختلف مندرجاته، عدا الفقرة المتعلقة بادانة الأعمال الارهابية لحزب الله علماً ان الوفد اللبناني الوزاري المرافق أيّد الاجماع العربي والاسلامي في القمة على ادانة التدخل الايراني في الشؤون العربية، أي انه كسرها من جهة وجبرها من جهة أخرى، ويبدو ان مثل هذه السياسة، سياسة رجل في البور وأخرى في الفلاحة، قد يكون لها ما يبررها على المستوى اللبناني الداخلي لكن على مستوى عاصفة الحزم ورعد الشمال فالأمور تعدّت أنصاف الحلول…
وواضح ان سلام أدخل بعض التعديلات على خطابه أمام القمة منها اعلان الالتزام العام بالقمة والتنديد بسياسات التدخّل الايرانية، لكن يظهر ان القنوات الحكومية الحالية، ليست مهيّأة لاعادة مياه العلاقات اللبنانية – الخليجية الى مجاريها الطبيعية.
هذا الواقع القلق والمربك والناجم عن المراهنات السياسية المغلوطة، دفع ويدفع لبنان الى الخلف والتخلّف، فأصاب نصفه المغترب بالصميم، وفرض على نصفه المقيم الفقر والفساد والمسكنة، وأشاع فيه السلوكيات المنحرفة على اختلافها، الى ما بتنا نشهد من أصناف المتاجرة بالبشر والمخدرات والانترنت غير الشرعي، وكل ما هو قابل للبيع والشراء، وسط غياب الرقابة وركاكة المحاسبة، وانصراف أمراء الفساد والافساد الى التنازع حتى على البقايا والنفايات، ومع ذلك هناك من يتغنى بالديمقراطية اللبنانية، الديمقراطية التي تغض الطرف عن الفشل في انتخاب رئيس للجمهورية بعد طوال سنتين، لتتباهى اليوم بالاصرار على اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، فيما مجلس النواب بالاعارة ورئاسة الجمهورية في خبر كان…
المحطة الثانية لقطار الاهتمامات اللبنانية كانت زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، هذه الزيارة المرحب بها على معظم المستويات السياسية، تمثل شهادة واضحة على أولوية لبنان بالنسبة الى الرئاسة الفرنسية التي اعتمدته كبوابة لجولتها في المنطقة.
وسيكون الاستحقاق الرئاسي على رأس جدول اعمال الزائر الفرنسي الكبير، لكن ثمة من لن يتردد في حرف الامور باتجاه ما ألصق بزيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، على صعيد اقامة اللاجئين السوريين حيث هم، ريثما تهدأ الامور في بلدهم، وهو ما يصفه البعض من المغرضين بالتوطين المزعوم.
وطبعا لبنان الرسمي لن يتوقف امام هذه الاهزوجة، بل سيكون هناك حرص على اعطاء الزيارة كل اسباب النجاح والتجاوب، رغما عن بعض الاشكالات التي لاحت في الافق، على مستوى الشكليات البروتوكولية المتصلة بدعوة رؤساء الطوائف الدينية للقاء الضيف الفرنسي في قصر الصنوبر فيما يتضمن جدول الزيارة قام هولاند بزيارة شخصية الى بكركي…