Site icon IMLebanon

إيران أخفقت في حماية هنيّة!

 

لم تحجب موجة الغضب الايراني العارم، التي اعقبت قيام إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في قلب طهران، وداخل مجمع محمي من قبل اجهزة امنية وحكومية، مسؤولية النظام الايراني عن الاخفاق  في حماية ضيف مميز على مستوى اسماعيل هنية، المهدد والملاحق من اجهزة المخابرات الإسرائيلية، التي تبحث عن صيد ثمين، يعوض اخفاقها التاريخي، في الكشف المسبق على عملية طوفان الاقصى التي شنتها حركة حماس، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شريط قطاع غزّة، في تشرين الاول الماضي، ولا في الفشل الذريع  التي منيت به مع كافة وحدات الجيش الاسرائيلي بالقضاء على حركة حماس واستعادة المحتجزين والرهائن الاسرائيليين والاجانب منها بالقوة، بالحرب العدوانية التي شنتها على غزّة حتى اليوم.

اظهرت وقائع وتحركات مسؤولي النظام الايراني، تخبطا وعجزا فاضحا، في تحديد وكشف ملابسات جريمة اغتيال ضيف الرئيس الايراني اسماعيل هنية، بدءا من الادعاء بأنها حصلت بصاروخ موجه من خارج البلاد، الى التوصل انها تمت بمقذوف قصير المدى من داخل البلاد، إلى ما نُشر في بعض وسائل الإعلام الاجنبية، بأن عبوة ناسفة زرعت قبل وقت طويل في جناح الضيف الفلسطيني المهم، فيما اللافت إبلاغ وسائل الإعلام انه تم إلقاء القبض فورا على ثلاثين ضابطا ومسؤولا من القوى والاجهزه الامنية المكلفة بحماية امن مركز الضيافة، للتحقيق معهم في ظروف الاغتيال، وهو ما نفاه رئيس اللجنة القضائية الايرانية مؤخرا.

 

بعد ايام معدودة من اغتيال هنية، بدأت مفاعيل حملات التهديد بالثأر من إسرائيل بالدخول في اروقة المقايضات وخطط انفتاح الرئيس الايراني الجديد، على الخارج والولايات المتحدة الأميركية تحديدا. وفجأه لوحظ أن سيل التهديدات بالانتقام من إسرائيل، انعطف من تدمير الكيان الصهيوني، الى العمل على خفض التصعيد في المنطقة، حسبما جاء على لسان الناطق بوزارة الخارجية الايراني.

لن تعوض تهديدات المرشد وقادة الحرس الثوري الايراني،بالثأر  من قتلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الخسارة الجسيمة التي لحقت بالحركة،بالرغم من كل الادعاءات والتهويل بضربات صاروخية مزلزلة، مايزال صداها يتردد في وسائل الإعلام فقط، وستبقى كذلك طوال المرحلة المقبلة، ولن يكون مصيرها افضل من التهديدات التي اطلقت بعد اغتيال قائد الحرس الثوري الايراني السابق قاسم سليماني في بغداد منذ سنوات، وماتزال في إطار الوعود والالتزامات المقطوعة من الصرف.

وفي النهاية، وبعد الرسالة الإسرائيلية المباشرة للنظام، بالقدرة على استهداف رموزه البارزين، اذا استمر بدعم جماعاته واذرعه، بتعريض الدولة العبرية للخطر، ظهر بوضوح اختراق فاضح لأجهزة الأمن الايراني، واخفاق ملموس، بحماية رمز مهم من حلفائها المقربين، في عزّ الحرب الإسرائيلية العدوانية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعلى حركة حماس تحديدا ، وترك الاغتيال شكوكا وتساؤلات عن العجز المفرط للنظام الايراني، في حماية امن وسلامة هنية، وخشية صامتة من تواطىء محتمل لبعض الاجهزة بالاغتيال.