الجيش ضحيّة كما أهالي بكفيا… ولعدم طرح أسماء لرئاسة الحكومة تحوم حولها الشبهات
اعتبر عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش حنكش أن هناك قراراً في الغرف السوداء بضرورة إفشال الثورة، مما يوحي بأنهم لم يفهموا بعد أن هذه الثورة أكبر من أن يخمدوها، وأننا بتنا في نقطة اللاعودة، وأن لبناناً جديداً سيولد، وهذا الأمر يضرّ بمصالح المخرّبين والمستفيدين الذين يستغلّون البلد. والمشهد الذي رأيناه بالأمس، هو خطة كنا قد عرفنا بها جميعاً من الإعلام، وأيضاً من خلال تسريبات وصلتنا باكراً عن مخطط لتفشيل الثورة، وخلق ساحة مقابل ساحة، وأيضاً خلق فتنة من طرابلس إلى بعلبك وصور وعين الرمانة وجل الديب، وذلك بـ«كبسة زر» من أجل دفع الناس لليأس والموافقة على أي «طبخة» حكومية بين أهل السلطة، عوضاً عن البحث في كيفية إنقاذ لبنان من الإنهيار. فالمسؤولون يبذلون جهودهم على التأسيس لفتنة تخريبية لا تصل إلى أي نتيجة، لأن كل ألاعيبهم باتت مكشوفة، وقد أغرقتهم أكثر في الخسارة. فهذه الثورة لم يحصل مثيل لها في تاريخ لبنان الحديث، وكلما حاولوا خنقها سيخسرون أكثر.
وعمن يتحمّل مسؤولية إنزال الجيش مقابل الناس في بكفيا؟ اجاب حنكش الجيش هو ضحية، كما أهالي بكفيا، وكلنا ضحايا هذا المخطّط الذي أدّى إلى التشنّجات في الشارع، وإلى مشاهد توحي بـ«القرف». إن خلفية هذا المخطّط واضحة ومعروفة، وهي تشكيل الحكومة على طريقة أهل السلطة، ولكن على أهل السلطة أن يفسّروا للناس عن أسباب التأخير في الإستشارات النيابية. فالمسؤول يجب أن يتمتّع بالحكمة، وأن يحمي رعاياه، ولكن هذا المسؤول لا يرى ماذا يحصل في البلد، والشعب اللبناني اليوم هو ضحية التذاكي والمراوغة في عملية تشكيل الحكومة التي تُطبخ في الغرف المغلقة قبل التكليف. فهل المطلوب إنهيار لبنان على رؤوس الجميع؟ أليس هناك اليوم من مسؤول يملك الحكمة والوعي لإنقاذ لبنان، ولو على حساب تياره أو حزبه أو مكتسباته السياسية؟
واكد حنكش ان المسؤولين ليسوا مرتاحين، بل مأزومون ويتخبّطون. ومن الواضح أن الإستشارات النيابية التي تؤجّل بشكل مستمر تؤكد حالة التخبّط التي يعيشونها جراء هذه الثورة التي خلقت للسلطة إرباكاً واضحاً، علماً أن أسهل الحلول هي بالإستجابة إلى مطالب الناس، لا سيما وأن المطلب الأول للثورة كان إسقاط الحكومة، وهي نجحت في إسقاطها، والمطلوب اليوم تأليف حكومة إختصاصيين بشكل منفصل عن السياسة والصراعات السياسية، لأن أهل الثورة يرفضون رفضاً قاطعاً السلطة وأهلها وأحزابها، ذلك أننا رأينا كيف تعاملت هذه السلطة مع ملف قبرشمون، بحيث عطّلت الحكومة 40 يوماً، والسبب هو صراعاتهم السياسية والمحاصصة، والتي تنعكس على إنتاجية الحكومة، ولذلك، يريد الناس اليوم حكومة إنقاذية، والذي لم يفهم أننا وقعنا بالإنهيار المالي، فهو يعاني من مشكلة ما. فإذا كانت السلطة تدرك أننا في الإنهيار ولم تقم بأي مبادرة، فنكون نعاني مشكلة كبيرة جداً، وفي حال كانت لا تعلم أين أصبح البلد فالمشكلة أكبر.
ورأى ان شعار «كلّن يعني كلّن» اعتبر أنه الشعار الأفضل الذي أطلقه الثوار، لأننا كلنا تحت القانون وتحت المحاسبة، واعتبر انهم حاولوا خلق مشكلة في المناطق الحسّاسة، أو حتى في الساحات المسيحية، فطرابلس كانت ترقص منذ بداية الثورة، وفجأة حصل ما حصل فيها من أعمال شغب، فلماذا حصلت هذه الممارسات؟ ولماذا حصلت اعتداءات في بعلبك وصور؟ إن الموضوع لم يعد موضوعاً طائفياً لأن كل معارضي الثورة قد باتوا مكشوفين، ولم يعد باستطاعتهم الإستمرار في لعبتهم التي ألحقت بهم الخسارة على المستوى الشعبي، خصوصاً وأن لعبة الشارع لا سقف لها، ولا أحد يدرك عندما تتفلّت الأمور إلى أين من الممكن أن تصل.
وردا على سؤال ان هذه الثورة تهمشّكم وترفضكم كأحزاب، قال حنكش: وإن يكن هذه الثورة ليست للأحزاب وأنا أتحدث من منطلق حزبي، إذ كنا في موقع المعارضة لهذه السلطة، وقد دفعنا ثمن معارضتنا، وها أن الثورة أتت لتثبت وجهة نظرنا، وما كنا نطالب به أن مناصرينا هم في الساحات، ولكنهم لم ينزلوا بصفة حزبية لأن الثورة هي ملك للثوار فقط، وليس للأحزاب.
وعن علاقة الكتائب مع الحراك قال: نعم هناك تواصل مع بعض المجموعات، ولكن هناك مجموعات أخرى في الحراك تعتبر أن الكتائب كانوا جزءاً من المنظومة السياسية السابقة، وقد ارتكبت أخطاءاً في حقبات سابقة. لكن الحزب تطوّر اليوم، وهناك قيادة جديدة تتعاطى بشفافية ومسؤولية مع الناس، واكد أن الجيش اللبناني هو الذي يجب أن يمسك بزمام الأمور الأمنية، وأن يحافظ على أمن كل اللبنانيين، خصوصاً بعد كل ما سجل من أحداث وتعديات على المواطنين وأملاكهم في منطقة «الرينغ» وغيرها.
وشدد على إن رئيس الجمهورية يتأخر في الدعوة إلى الإستشارات النيابية، على الرغم من أن الكل يدرك خطورة وتداعيات هذا التأخير على الوضع الإقتصادي، لقد بدأ اللبنانيون اليوم يشعرون بالمجاعة، فإذا كان الرئيس ميشال عون مدركاً لحجم هذه الكارثة ولا يقوم بأي مبادرة إنقاذية، فإن المشكلة كبيرة، وإذا كان مدركاً ولم يبادر فإن المشكلة أكبر. إن رئيس الجمهورية اليوم أمام مسؤولياته بالدعوة إلى الإستشارات النيابية في أسرع وقت ممكن.
وقال: لدينا إقتراحات لشخصيات كفوءة لتولّي رئاسة الحكومة، ولكننا لن نعلن عنها لكي لا نحرقها. المهم أنه لم يعد بإمكان أحد التذاكي على اللبنانيين وطرح شخصيات لتولّي رئاسة الحكومة، وهي معروفة بعلاقاتها مع السلطة وبأدائها الذي تحوم حوله الشبهات.