سار لبنان عكس طموحات شعبه في التنمية والإزدهار وقادته مجموعة الفساد والميليشيا بعزم واندفاع إلى الموقع الذي يجد نفسه فيه اليوم: في المرتبة الأخيرة عالمياً حسب مؤشر البؤس تاركاً البطولة لأفغانستان فيما شقيقته سوريا خرجت من التصنيف.
منذ أيام أصدرت الأمم المتحدة تقريرها السنوي حول مؤشر السعادة العالمي. كانت المنظمة الدولية قررت في اجتماع جمعيتها العامة (تموز 2011) دعوة الدول الأعضاء إلى قياس مقدار السعادة لدى شعوبها للمساعدة في توجيه سياساتها العامة. وفي نيسان من العام التالي التأمت الأمم المتحدة في اجتماع أول حول «السعادة والرفاه: تحديد نموذج إقتصادي جديد».
صدر تقرير السعادة الأول في نيسان 2012 كأول مسح عالمي للحالة العالمية.
فحدد أسباب السعادة والبؤس والآثار المترتبة على السياسات، وفي العام التالي (أيلول 2013) صدر التقرير الثاني شاملاً نحو 150 دولة وفقاً لمعايير تتناول نصيب الفرد من الناتج المحلي ومتوسط العمر والحرية ورعاية الدولة لمواطنيها والفساد…
منذ التقارير الأولى حلت دول شمال أوروبا وأوقيانيا في المرتبة الأولى، تبعتها دول أوروبا واميركا الشمالية، واحتلت دول الخليج العربي مراتب جيدة تقدمت باستمرار إلى الأفضل.
كان لبنان في المرتبة 88 حسب تقرير2017، وحلّت سوريا يومها في المرتبة 152 (الأتعس عربياً ودولياً، وفي تقرير 2018 حافظ لبنان على مرتبته إلا أن اليمن انتزع مرتبة سوريا في التعاسة، وفيما احتلت اسرائيل المرتبة 11 عالمياً وايران المرتبة 106 كانت الإمارات تتقدم إلى المرتبة الأولى عربياً وتستقر فيها.
في تقرير 2020 كان الإنهيار اللبناني قد اندلع. قفز البلد المنكوب بحكامه إلى المرتبة 111 لتحل أفغانستان في الموقع الأخير (153). لكن إمعان المتحكمين ببلد الأرز، فساداً وهدراً وسرقة لمواطنيهم، ونسفاً لقواعد الدولة والقضاء والحد الأدنى من الرعاية الإجتماعية، انعكس إفقاراً وفقداناً للدواء والغذاء، وهجرة كثيفة مقابل بطالة أكثف… كل ذلك جعل لبنان يقفز بقوة إلى المرتبة الأخيرة ويفوز بلقب البلد الأكثر تعاسة في العالم قبل أفغانستان، التي احتفظت بالمرتبة الأخيرة بقيادة طالبانها الأشبه بطالبان البلد الذي ينافسها على اللقب.
لبنان وفنزويلا وبلاد الأفغان تتنافس الآن على جهنم، وليس ما يواسيهم ويواسينا سوى خروج سوريا الشقيقة من التصنيف، فهذه المرة دخلت بلاد الشام جهنمها من دون التفات إلى وحدة المسار والمصير مع جارها اللاحق بها.