بين مدّ وجذر يتراوح مصير مفاوضات الهدنة في غزة، وفي ظل ترقب رد الفعل الاميركي بعد تبلغ الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الردود على “طروحاته” خلال زيارته الاخيرة الى بيروت، كل المؤشرات تدل الى استعدادات الاطراف المعنية الجارية على قدم وساق للمنازلة، التي حتى الساعة ما زالت النقاشات داخل كل من فرقائها، تدور حول رقعة مساحتها الجغرافية، وحدود تداعياتها السياسية.
مصادر قيادية في الثامن من آذار اشارت الى ان الاجابات المطلوبة وصلت الى الوسيط الاميركي خلال وجوده في “اسرائيل”، عبر رسائل ميدانية واضحة، معتبرة ان قوة موقف حارة حريك تكمن في وقوف الحكومة الى جانبها وتبني وجهة نظرها في ما خص وقف اطلاق النار، وهو امر قائم على رباعية، السراي-كليمنصو-الحارة والى حد ما الرابية، رغم كل الاختلافات اخيرا معها والتباين الواضح في وجهات النظر، وهو الامر الاساس الذي حاول هوكشتاين نسفه خلال لقاءاته الاخيرة، ولعل تلك كانت مهمته الاساسية وهدفه المركزي.
واكدت المصادر ان الرد كان واضحا، لا يحمل اي تفسير، في كلام قائد فيلق القدس اللواء قآأني الذي اكد وحدة الساحات، من جهة، وتصريح القيادي في حماس اسامة حمدان، من جهة ثانية، الذي كشف عن ان لا قبول باي تسوية في غزة بعيدا عن باقي الساحات، وهما امران ترجما ميدانيا، اولا، في اعلان المقاومة العراقية تنفيذها عملية اغارة بالمسيرات على اهداف في الداخل الاسرائيلي من جنوب لبنان، وهو تطور لافت في التوقيت والهدف، والثاني، تصعيد الحوثيين الخطر عبر استهدافات قاتلة للسفن العابرة في البحر الاحمر، سواء عبر اغراقها، او التسبب باضرار بشرية بين قتيل وجريح بين اطقمها.
وتابعت المصادر بان ما تطلبه واشنطن لا يمكن ان يمر لا اليوم تحت الضغط ولا غدا تحت النار، فمن يخيط في مسلة العمل على تنفيذ القرار 1701 وفقا لطرق واساليب غير تلك التي كانت جارية، او توازنات اخرى، فليوفر جهوده لان ذلك لن يحصل، فثمة توازنات واوضاع داخلية حاكمة لهذا القرار لا يمكن لاحد تجاوزها والا ادى الى تفجير البلاد، وخلق سلسلة ازمات لا تنتهي، فتفريغ الجنوب من اهله وكسر معادلات الردع التي ارستها المقاومة طوال تلك السنوات لن يحصل تحت اي ظرف من الظروف.
وكشفت المصادر ان على الوسيط الاميركي، والادارة الاميركية ايا كانت هويتها ان تغير من طريقة تعاملها، والاقتناع بان الافضل والانسب للجميع هو الحوار والتفاوض غير المباشر، لان سياسة الاملاءات التي يعتمدها الغربيون منذ السابع من تشرين الاول وعملية طوفان الاقصى لن تحقق شيئا، ولن تساهم في حل الازمات في المنطقة بل ستؤدي الى اتساع رقعة الخلافات وانفجار الساحات.
وختمت المصادر، بان محور المقاومة يدرك جيدا ان واشنطن وبدخولها المباشر عاصفة انتخاباتها الرئاسية، وكذلك موسكو، فان “اسرائيل” تجد نفسها مرتاحة في عملية الاستفزاز التي تمارسها، وكذلك الابتزاز سواء تجاه الداخل او العالم، لذلك فان قوى الممانعة جاهزة للمواجهة، وقد اعدت العدة لها، بعدما باتت الحرب اليوم مواجهة حياة او موت ستترك تداعياتها لعشرات السنوات المقبلة، مطمئنة الى ان حزب الله ما زال الاقوى محليا ويملك من القدرات ما يكفي لخوض المواجهات على كافة الجبهات وفرض ارادته، دون اضطراره الى تقديم اي تنازلات في اي من الملفات المطروحة.