IMLebanon

الحريري ومسألة الوطن

 

 

كيف يمكن للرئيس سعد الحريري أن يعود إلى الساحة السياسية في لبنان؟

 

سؤال يطرح في أوساط تيار «المستقبل» وفي الأوساط السياسية اللبنانية، والجواب البديهي أن هذه العودة لا يمكن أن تحصل في ظل استمرار «النفوذ الإيراني» الذي شكى منه الرئيس الحريري في خطابه من بيت الوسط، وبالتالي إذا كان جمهور تيار «المستقبل» يرغب في عودته فلا بد له أن يساعد في التخفيف من حدة هذا النفوذ، ومقاطعة جمهور المستقبل للإنتخابات النيابية لا تساهم في عودة الرئيس الحريري عن قراره بتعليق العمل السياسي لأن المستفيدين من هذه المقاطعة هي القوى التي تدور في فلك هذا النفوذ الإيراني والقوى التي عطلت الحريري في الحكم ومنعته أخيراً من تشكيل الحكومة.

 

إن مشاركة جمهور «المستقبل» في الانتخابات أمر ضروري وما يجب ان يحرك هذا الجمهور باتجاه صناديق الاقتراع هي العناوين الوطنية التي طرحها الرئيس الحريري، فهل هذه العناوين تترجم بدعم قوى النفوذ الإيراني بطريقة أو بأخرى؟

 

يواصل المسؤولون في تيار «المستقبل» القول بأنهم يدعمون المبادرات العربية ولا سيما الخليجية لإنقاذ لبنان، ويعترفون بفضل هذه الدول التي يعمل فيها مئات آلاف اللبنانيين ويرفضون المس بسمعتها او التهجم عليها، وينكرون علناً وبشدة أن يكون الرئيس الحريري قد تعرض لأي سوء من قبلها، كما يدرك هذا الجمهور أن تسمية الحريري او عدم تسميته لرئاسة الحكومة ليست هي المشكلة، بل المشكلة التي تحدثوا عنها في كل المقامات والشاشات والمناسبات هي من منع الرئيس الحريري من تشكيل الحكومة ومن أفشله في الحكومات التي ترأسها، وكل الخشية اليوم من ردة فعل غير محسوبة لدى بعض هؤلاء قد تؤدي إلى إطالة فترة تعليق الرئيس الحريري لعمله السياسي، بسبب عدم البدء بتغيير الوضع السياسي على الساحة اللبنانية.

 

يدرك جمهور تيار «المستقبل» الواعي العابر للطوائف والبعيد عن العصبية الطائفية والمذهبية كما يصفون أنفسهم، من هم أعداء الرئيس الحريري الحقيقيون، والفرصة متاحة أمام هذا الجمهور من أجل التصويت للقوى السيادية وهي كثيرة، فالمسألة بالنسبة للرئيس الحريري ليست مسألة منصب وموقع بل مسألة وطن دفع في سبيله الرئيس الشهيد رفيق الحريري حياته ثمناً لذلك، ويدرك جمهور «المستقبل» أن هذا الثمن لا يجب أن يضيع بل يفترض أن يكون اليوم وأكثر من أي وقت مضى وسيلة لخلاص لبنان وبناء الدولة وعودة الى حضن العرب والعالم، وعنوان هذه العودة يجب أن يكون معروفاً وواضحاً لديهم والطريق إليه تمر حتماً عبر صناديق الاقتراع لا عبر معارك طواحين الهواء ونكايات ستؤدي إلى المزيد من الخراب.