IMLebanon

الأرجحية للحريري والكلمة الأخيرة لمن: للشارع أم للقوى السياسيّة؟

 

الإستشارات النيابية اليوم وسط ترجيحات بتكليف مضمون … وللتأليف حساب آخر

 

 

تجري اليوم الاستشارات النيابية الملزمة في القصر الجمهوري وسط تباينات في المواقف من تكليف رئيس لتشكيل الحكومة، واتصالات مكثفة كانت لا زالت جارية حتى ليل امس، بين القوى السياسية لتقرير الموقف من التكليف، فيما اكدت مصادر متابعة عن قرب «ان مسألة التأليف باتت مسألة اخرى يجري البحث في تفاصيلها بعد التكليف، اذا تم كما هو مقرر بسلاسة للرئيس سعد الحريري وبعدد اصوات قد يفوق السبعبن صوتا، ما لم تحصل تطورات في الساعات الاخيرة تقلب المشهد السياسي».

 

وتؤكد المصادر ان هناك سيناريوهات عدة جرى تداولها خلال اليومين الماضيين حول عملية التكليف، وكلها ترتبط بموقف الحريري، سواء بقبوله التكليف والمضي في التأليف، او اعتذاره بعد تكليفه اذا لم يحصل على عدد اصوات مرتفع يفوق نصف عدد نواب المجلس، أو تسمية شخصية اخرى لتولي المنصب. وان البت بالموضوع يتم وفق نسبة الاصوات التي سيحصل عليها الحريري، فإذا وافقت «القوات اللبنانية» على تسميته يكون رصيده مقبولا.

 

وتفيد المعلومات ان تسمية كتلة التنمية والتحرير للحريري تعزز رصيده أكثر وتعطيه دفعا وغطاء سياسيا كبيرا، علما ان الرئيس نبيه بري سبق واعلن مراراً تفضيله الحريري، بينما ستقرر كتلة الوفاء للمقاومة موقفها من التكليف في اجتماع تعقده صباح اليوم، علماً ان قيادات «حزب الله» بمن فيهم الامين العام السيد حسن نصر الله تتمسك بحكومة اتفاق وطني او وحدة وطنية لتتمكن من لملمة الوضع المتهاوي. وهذا يعني تفضيل الحزب من حيث المبدأ لأن تكون الحكومة برئاسة الحريري. وثمة من يرى «ان تمسك الثنائي الشيعي بتكليف الحريري سببه تحميله مسؤولية الخروج من الوضع الذي اوصلتنا اليه السياسات الحكومية السابقة لحكومات الحريري، عدا الالتزام بمعايير الميثاقية التي تفرض وجوده ووجود الثنائي ايضا في الحكومة».

 

كما رجحت المعلومات  ان تسمي «كتلة الجمهورية القوية» (القوات) الحريري، بعد زيارة الدكتور غطاس خوري امس الاول لرئيس «القوات» سمير جعجع، حيث تردد انه يسعى لضمان حصول الحريري على اصوات نواب «القوات» على ان يكون لها موقفها من موضوع التشكيلة الحكومية في ضوء تمسكها بأن تكون حكومة اختصاصيين محايدين. وهذا الامر يبقى مُعلّقا لحين البدء بإتصالات التشكيل، فربما تغير «القوات» موقفها اذا اصر الحريري على مشاركتها هي والحزب التقدمي الاشتراكي، في حال تمسك «التيار الوطني الحر» بالبقاء خارج الحكومة كما اعلن رئيسه الوزير جبران باسيل. ويبقى معرفة مواقف الكتل الاخرى المنقسمة ايضا بين راغب بتسمية الحريري ومتحفظ على الاعلان حتى اللحظة الاخيرة ورافض لتسميته.

 

واذا صحّت المعلومات عن لقاء جمع مساء امس الاول، الرئيسين ميشال عون والحريري في القصر الجمهوري للبحث في الوضع الحكومي، فهذا يعني ان البحث عن توافقات لا زال قائماً، لكن مصادر وزارية مقربة من القصر نفت علمها بحصول اللقاء وقالت: لا معلومات لدينا عن حصوله لذلك لا نستطيع ان ننفي او نؤكد، المهم ان الاستشارات النيابية ستجري (اليوم) والكلمة الاخيرة للكتل النيابية.

 

ويبدو من خلال غموض بعض المواقف السياسية واللعب على الكلام في مواقف اخرى، ان ثمة مناورات تجري حول التكليف والتأليف لا يعرف احد كيف ستنتهي إلا بانتهاء الاستشارات وبدء مفاوضات التأليف. إذ يسعى كل فريق سياسي الى فرض رؤيته للتشكيلة الحكومية آخذين بعين الاعتبار موقف الشارع ايضا، لكن المعضلة اي شارع سيتمثل؟ وكيف نُرضي الشارع المنقسم بين من يريد الحريري ومن يعتبره من ضمن الطبقة التي يسعى لتغييرها؟ ولكن في كل الاحوال قد تكون الكلمة الاخيرة للشارع وليس للقوى السياسية وحدها.