IMLebanon

الحريري “تحرّر” من “حزب الله”

 

على الرغم من رسائل الرئيس سعد الحريري المتكررة لـ”حزب الله” بأن “زمن التسويات ولىّ”، أصرّ الأخير على وضع عصبة “سوداء” على عينيه والاستمرار بالنهج “التدميري” نفسه، لينزعها بالأمس برسالة “لزوم ما لا يلزم”، يصح الرد عليها بـ”بعدك عم بتحكيني بالليسترين”؟.

 

أمس وجّه “حزب الله” رسالة “إعلامية” الى الحريري… و”قد وصلت”، لكن واقع الحال أنها “مرتجعة مع الشكر”، بمكتوب عنوانه: الحريري هو من “تحرّر” من “حزب الله”. والأسباب كثيرة:

 

أولاً: إن سعد الحريري “تحرّر” من عبء ثقيل ألقي على كتفيه منذ قرار “ربط النزاع” مع “الحزب”، مروراً بطاولة الحوار في عين التينة، وصولاً الى التسوية التي أنجبت رئيساً للجمهورية. وعلى الرغم من أن ما أقدم عليه لم يكن مخالفاً لثقافة البلد عموماً، أو لثقافة والده خصوصاً، وشعارها “التسويات أقصر الطرق الى الإنجازات”، فإن الحريري دفع أثماناً غالية من رصيده الشعبي ما زالت ملحوظة الى اليوم… حتى إذا فات أحدهم ملاحظة سياسية ذهب الى تذكيره بالجلوس الى طاولة واحدة مع ممثّلي قتلة أبيه.

 

ثانياً: إن سعد الحريري “تحرّر” من انطباع (الانطباع أقوى من الحقيقة في بلادنا) تكوّن لدى أصدقائه العرب والأجانب، مفاده أنه يخالف المزاجين العربي والدولي المناوئين لـ”حزب الله” ودوره في لبنان والمنطقة والعالم. وهذا انطباع ما زال للأسف ملحوظاً حتى اليوم، رغم تمسك الحريري بعروبته، كما باسمه، ولم يحد عنها يوماً، وبانفتاحه على العالم أجمع شرقاً وغرباً.

 

وثالثاً: إن الحريري “تحرّر” من كذبة اخترعها بعضهم وصدّقها، قوامها أنه عاشق للسلطة لا يتخلّى عنها بأي ثمن، وجاء الدليل القاطع على يد من يعلن اليوم “تحرّره” من الحريري، عندما سعى مراراً وتكراراً لإقناعه بالبقاء على رأس الحكومة قبل استقالته وبعدها… وقد رفض.

 

من قرأ الرسالة “يشكر” أصحابها. سعد الحريري طلب “خدمة” واحدة فجئتموه أمس باثنتين.