الـجـبـهـة المـعـارضة بدأت تتــبلور ـــ مـصـادر الحـريـري : الاتـصـالات مع بنشعي لم تنقطع
تتّجه الأنظار في خضم زمن وباء «كورونا» وما يجري من تدابير وقائية وحالة تعبئة شاملة قد تصل إلى حالة الطوارئ، إلى التصعيد السياسي، أخذ يشقّ طريقه في الأيام الماضية على خلفية العودة مجدداً إلى المحاصصة في كل الملفات، والتي تنطلق، وبحسب مصادر سياسية مطلعة، على الأسباب المخفية لهذا المشهد، فإن الإستحقاق الرئاسي، والذي عاد بقوة الى الواجهة، هو المحور الذي يتحكّم بالمعادلات السياسية داخل الحكومة، وذلك على الرغم من كل التعقيدات الماثلة أمامها اليوم.
ومع التأجيل بانتظار تأمين المخارج الملائمة للخلافات الحالية، فإن المصادر السياسية نفسها، لفتت الى أن الوقت المستقطع لا يعني بالضرورة طي الصفحة، خصوصاً على محور الإشتباك الأخير ما بين زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بل على العكس، فإن ما حصل أخيراً ليس أكثر من احتواء للتصعيد في مواقف الطرفين، وبمعنى أوضح، فهي كشفت أن معركة تصفية الحسابات السياسية بدأت تتوالى فصولها تباعاً، وذلك انطلاقاً من بروز ملامح جبهة سياسية معارضة داخل الحكومة، وأخذت تتبلور نواتها من خلال التوافق الذي حصل خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة لتطيير التعيينات، وتحديداً من قبل كل من حركة «أمل» و«المردة»، على أن يضاف الى هذه الجبهة معارضة من خارج الحكومة، حيث أن الحزب التقدمي الاشتراكي، ليس بعيداً عن هذا التحالف نظراً للعلاقة المتينة بين الرئيس نبيه بري ورئيس التقدمي وليد جنبلاط.
وإذا كان ملف التعيينات شكّل مساحة للتلاقي ما بين هذه الأطراف الثلاثة، وأطلق السباق الى المراكز والمواقع الأساسية، أكدت المصادر السياسية المطلعة ذاتها، أن العودة إلى اصطفافات 8 و14 آذار باتت صعبة المنال، وذلك على الرغم من التوافق حول عناوين أساسية تجمع كل من الإشتراكي وحركة «أمل» و«المردة» و«المستقبل»، وبعض الشخصيات والقوى المسيحية المستقلة، مع العلم أن التحركات الأخيرة نجحت في تفادي خطر الإنقسام الحكومي وعلى تركيز الجهود على قاعدة أن المرحلة تقتضي أن تركز الحكومة فقط على معالجة أزمة فيروس «كورونا»، ولكن وفي خضم هذه الإصطفافات، فإن التساؤلات تدور حول دور وموقع رئيس الحكومة السابق الحريري أمام هذه الإصطفافات، وهنا تؤكد مصادر مقربة من الحريري أن الإتصالات بين بيت الوسط وبنشعي قائمة ومستمرة ولم تنقطع يوماً وثمة مودّة تجمعه بزعيم «المردة» سليمان فرنجية وهي مستمرة حتى بعد التسوية الرئاسية، وهذا الواقع ينسحب على العلاقة بين الحريري والمختارة، حيث هناك تواصل وتنسيق كاملين بين الإشتراكي و«المستقبل» في معظم المناطق.
وأخيراً، وحيال هذه المؤشرات واللقاءات، فإن الأسابيع المقبلة وعلى الرغم من انهماك جميع القوى بمكافحة فيروس «كورونا»، فإن الضجيج السياسي مرشح للعودة مجدداً بعد عودة التراشق بين بين معراب وميرنا الشالوحي على خلفية مؤتمر النائب جبران باسيل الأخير، والأمر عينه بين المستقبل و«التيار»، بمعنى أن هناك معارك سياسية متعدّدة الإتجاهات وقد يكون الهدف الأول منها، التصويب المبكر على الإستحقاق الرئاسي في ظل الإتهامات والإتهامات المتبادلة.