الحمد لله، لأن رئيس الحكومة سعد الحريري، قرر اخيراً ان يكتب نهاية فيلم التشويق «الهيتشكوكي» الذي بدأ في 4 تشرين الثاني، واسمه «استقالة الحريري والعودة عنها»، و«يبقّ البحصة» الخميس و«يبقّ» معها اسماء ابطال هذا الفيلم من رؤساء احزاب كان لهم ادوار مؤثرة في فيلم هيتشكوك، اعتبر «البطل» سعد انها لا تصبّ في مصلحته، ولذلك قرر ان يكشفهم ويستبدلهم بآخرين، على الرغم من انه كان وايّاهم مثل «اللحم على الظفر» طوال 12 عاماً، الى ان جمعته المصالح المتبادلة مع خصوم الأمس.
عندما يسمّي غداً الرئيس الحريري اسماء من «طعنه في الظهر وتآمر عليه» ستكون المشكلة بينه وبينهم، وكائناً من كانوا، هم قادرون على الردّ وعلى وضع النقاط على حروف ما سوف يقوله الحريري، لكن المواطن العادي، كيفما كان ولاؤه واتجاهه السياسي، يسأل الرئيس الحريري، لماذا تركت البلد يتخبّط شهراً وعشرة أيام، ويعيش اسير الخوف والقلق على يومه وغده، مالياً واقتصادياً وامنياً، وانت تعرف منذ البداية سيناريو الفيلم ومضمونه وحبكته ونهايته، ويسأله هل هذا الموقف يصبّ في خدمة المواطن والمصلحة العامة التي انت حريص عليها وتحمّلت ما لا يحتمل للمحافظة عليها وصيانتها؟؟
هل كنت على صواب يا دولة الرئيس، ان تترك مسؤولين ونواباً وقيادات في تيارك، يتبارون مع بعضهم بعضاً في رمي الاتهامات والشائعات بحق هذا او ذاك ممن قدّموا تضحيات في انتفاضة 14 اذار، وصلت عند بعضهم الى التضحية بالروح والاستشهاد؟
هل يسهل عليك ان تقيم حاجز عداء وكراهية بين جمهورك وجماهير من كانوا عصب ثورة الارز وحماتها والمبشّرين بها في لبنان والعالم؟
هل بهذه الطريقة المستهجنة يتم الحوار والمقابلة والمساءلة والتفاهم بين حلفاء الحلو والمرّ؟!
هناك جماهير وافراد، وانا منهم، آمنوا ان خلاص لبنان، لا يمكن ان يحصل من دون دولة قوية قادرة عادلة شفافة تحمي الحرية وتصون الحق وتؤمّن الاستقرار بقوتها وزندها.
اين نحن اليوم من هذه الدولة الحلم التي بعد القرار الخبيث المتفجّر للرئيس الاميركي ترامب، قد نصحو يوماً ونرى انها اشبه «بخيال صحرا» لا تقدّم ولا تؤخر بشيء، وهذه الحكومة ليست سوى شاهد زور، رئيساً ووزراء على ما يحدث عندنا وحولنا.
* * * *
في كل سنة كنت اكتب كلمة او مقالاً اخاطب فيهما الزميل الحبيب الشهيد جبران تويني لمناسبة ذكرى استشهاده، هذه السنة قررت الاّ أكتب شيئاً يزيد في حزن جبران على ما وصلت اليه الامور في لبنان، خصوصاً داخل قوى 14 آذار، وسأكتفي بجملة في مقال كتبته في 12/12/2014 اخاطب فيها جبران واقول «تمنياتي عليك حيث انت مع باقي الشهداء، ان توقظوا العناية الالهية، لتساعد شعب لبنان على انقاذ وطنهم وارزهم، ليبقى لبنان وطن الحرية، ويبقى ارزه حاملاً اسم ارز الارز، بدلاً من ان يتحوّل الى خشب لتدفئة الطامعين به، سلامي للجميع… نحن هنا لسنا بخير».
لبنان ليس بخير يا دولة الرئيس سعد، لأن حركة 14 اذار التاريخية، ليست بخير.