«قبّ» الرئيس سعد الحريري الطاولة بسحبه ورقة المناورة الخادعة بتداول اسمه مرشحًا لرئاسة الحكومة، ويا عيب الشوم على الّذين يلعبون لعبة التسمية ليستحضروا رفض جبران باسيل لعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، حقيقةً هَزُلَت، بالأمس خرج كلام يقترح أن يُسمّي الرئيس الحريري إسمًا لرئاسة الحكومة ليتمّ السّير به، ويُفترض ألا يلدغ مؤمن من جحر مرتّين (وفي شرح هذا الحديث الشّريف أنّه من جوامع كلم رسول الله صلوات الله عليه، وروائع حِكمه، ضربه مثلًا للمؤمن وما ينبغي أن يتكمَّل به من كياسةٍ وسياسةٍ، ويقظة وحزمٍ؛ فإنَّ نقصًا في دين المرء وعقله أن يكون أبْلَهَ مُغفَّلًا، خَدْعةً للخادعين، وطُعْمَةً للطامعين)، وهذا السيناريو فخّ وقع فيه الرئيس الحريري وجارى فيه الثنائيّة الشيعيّة وجبران باسيل إلى أن أفلتت خيوط اللعبة من يديه وقلبوا الطاولة عليه فخرج أو أخرج من دائرة تشكيل الحكومة!
«إحتواء الغضب السُنّي» عنوان يدّعي الفريقين ـ الشيعي تحديداً ـ اللذيْن ينفردان بعمليّة اختيار اسم سُنّي لفرضه على الطائفة السُنيّة ممثّلاً لها في رئاسة الحكومة، ما نشاهده غير مسبوق حتى في أيام ما قبل الطائف، وفي مواجهة هذه الكلمة المهينة «إحتواء»، يحتاج الموقف أن يُكمل الرئيس سعد الحريري حركته السياسيّة في سحب اسمه من التداول أن يتبع هذه الخطوة بالذّهاب إلى الاستشارات النيابيّة الملزمة بتسمية واضحة لشخصيّة سياسيّة، فعدم التسمية الّذي اختاره الرئيس الحريري في الاستشارات الماضية ومسك بعض حلفائه الواجب معه بعدم التسمية أوصل البلاد عموماً والطائفة السُنيّة خصوصاً «حسّان دياب» وحالة إحباطٍ غير مسبوق وحزن عميق للحال الذي وصلت إليه طائفة لم تخلُ يوماً من رجال سياسة محنّكين، ونرى هنا أنّ دعوة الوزير نهاد المشنوق للرئيس سعد الحريري من دار الفتوى لتسمية السفير نوّاف سلام لرئاسة الحكومة خطوة متقدّمة وسقفاً سياسياً لا بُدّ من أخذه بعين الاعتبار حتى لا تصاب الطائفة السُنيّة بخيبة أملٍ جديدة أدهى وأمرّ من حسّان دياب!!
هذه المرّة الذهاب إلى الاستشارات النيابيّة الملزمة مصيريٌ للبنان وشعبه، ونناشد الرئيس سعد الحريري أن لا يكرّر خطأ عدم التسمية الذي كلف لبنان رئيسًا حقّق «بلا زغرة» 97 بالمئة من الإنجازات، وكانت الفاجعة في الـ 3 بالمئة المتبقيّة التي فجّرت المرفأ ودمّرت بيروت، نناشد الرئيس الحريري أن يكون موقفه «مبدئي» وسيسير معه حلفاء الأمس بالرّغم ممّا كان أيضاً بتسمية مبدئية يجب أن تجتمع القوى السياديّة وترصّ صفّ أصواتها لتسمية رئيس الحكومة العتيد، لا نفهم لماذا ما تزال هذه المعرضة السيادية «مفرطعة» في لحظات الوطن المصيريّة، اجتمعوا واتفقوا على شخصية تسمونها لرئاسة الحكومة، ستشكّلون 50 صوتاً ما بين نواب «المستقبل» و»القوات» والكتائب والوسط المستقل واللقاء الديمقراطي والمستقلين، تستعيدون بها حيثيتكم كمعارضة سياديّة وتمنحون غطاءً شرعيّاً لمرشّح المعارضة ينزع الشرعيّة السُنيّة أوّلاً عن «خيال صحرا» الثنائية الشيعيّة وجبران باسيل، وبصرف النّظر عن الإسم الذي ستتفقون عليه، على الرئيس الحريري أن يبادر إلى التسمية لأنّه بذلك سيضع شرعيّة الحكومة المقبلة بيد المعارضة وسينتزعها بالقوّة من يد حزب الله ومن معه!
ميرفت سيوفي