IMLebanon

الحريري لباسيل: «مش صحيح الكلام ما عليه جمرك» وسيعين للقوات والمردة

 

طوى رئيس الحكومة سعد الحريري أزمة التوتر السياسي التي شهدتها البلاد بمواقف تشكل نهجا لكيفية تعاطيه مع المرحلة المقبلة، وكذلك لجهة تفاعله مع التسوية امع رئيس الجمهورية ميشال عون.

 

فقد جاء كلام الحريري من باب أنه «نعم على الكلام في مصاري … اي عليه جمرك» بما معناه أن كلام الوزير جبران باسيل تجاه الداخل والخارج، ولا سيما السعودية من شأنه أن يرتب مضاعفات، كما كان الحال مع البيئة السنية التي تحركت رافضة كلام وتصرفات رئيس تكتل لبنان القوي، بما احرج رئيس الحكومة الذي إضطر ان يخلع عنه عباءته الوطنية، ليتكلم من موقعه كزعيم للسنة من أجل لملمة الوضع حيث حظي كلامه بإرتياح وترحيب لدى مجموعة الـ 20 التي تضم في صفوفها رؤساء الحكومات السابقين الذين اجتمعوا في دارة الرئيس السنيورة بعيد خطاب بيت الوسط.

 

واذ سجل الحريري مواقف من جملة محطات أصر على ضرورة التمسك بالتسوية، لانها باب للاستقرار الذي يؤمن مناخا ايجابيا، وكذلك اراد الحريري على سبيل المثال حماية مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، ورئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود بعدما طالتهما حملة من التعديات السياسية والإعلامية، لكنه في الوقت ذاته أكد على حضانته كافة المؤسسات الأمنية والعسكرية مسقطا عنها الصفة السياسية والمذهبية التي أعطاها لها عدد من الوزراء، يريد من ذلك ان يؤكد بانه رئيس حكومة كل لبنان ومستوفيا كامل صلاحياته ودوره.

 

وان كان كلام الحريري لن يوصل الى حد نسف العلاقة مع عون او مع باسيل، لاكثر من بعد وهدف عشية عدة استحقاقات، من بينها التعيينات وصولا الى تلزيمات النفط والغاز على سبيل المثال. لكن الرئيس الحريري اكد في الوقت ذاته على حسن العلاقة مع عون من موقعه كرئيس حكومة مع رئيس الجمهورية، ومن رمزيته كزعيم سني في الوقت ذاته، حيث رد بذلك على كل المطالبين بنقض التسوية بحيث اتى ترحيب لقاء الـ 20 ومن بينهم رؤساء الحكومات السابقين، بمثابة انضواء منهم تحت سقف التسوية وفق المعايير التي تكلم فيها الحريري.

 

وقد استبق الحريري لقاء بعبدا بإعلان شكواه مما حصل مع باسيل الذي كان تواصل مع رئيس الحكومة بعيد مؤتمر العودة من بيت الوسط، فأبلغ الحريري عون أنه ثمة ملفات تفجر العلاقة بينهما منها التعيينات التي له موقف مغاير حيالها عن باسيل، الذي يريد ان يحصل على كل التعيينات المسيحية تناسبا مع حجم تكتله الوزاري – النيابي والشعبي في حين ان الحريري يرغب في أن تنال القوى المسيحية الحكومية القوات والمردة حصصا في هذه التعيينات تتناسب مع تمثيلها وهو الامر الذي حدا برئيس الجمهورية للتمني على الحريري لعقد لقاء مع باسيل والتفاهم على هذا الأمر. سيما ان باسيل يعتبر بان إعطاء الأحزاب المسيحية في الحكومة حصصا في التعيينات يفتح الباب على مراعاة السياسيين السنة من خارج المستقبل ويصح القول بأن العلاقة القائمة بين القوى السياسية في البلاد تحت سقف التسوية لا زالت مستمرة على ما تقول اوساط وزارية بحيث ان عون يتمسك فيها طالما هي تؤمن اوراق رابحة لباسيل وتخدم حساباته الرئاسية ولذلك «يبارك» خطواته في شتى الاتجاهات، وكذلك مواقفه بمضمونها وابعادها اما حزب الله لا يريد ان تسقط التسوية ويتحول الحريري الى ضحية يستجمع حوله الطائفة السنية ويعتمد خطاب عالي السقف يستهدف المقاومة على ابواب التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة لذلك ترى الاوساط الوزارية ان البلاد ستستمر على حالة من التطبيع القائم بين القوى الوزارية تحت سقف كلام الحريري ورفضه للتوتر السياسي، الذي لا يمكنه القبول به نظرا لمضاعفاته عشية اقرار الموازنة للاستفادة من مكاسب مؤتمر سيدر.