Site icon IMLebanon

الحريري البديل  إلى حين ملء الشغور الرئاسي

الرئيس سعد الحريري، ومن دون مبالغة، مقدام وشريف وصادق ووفي بكل المقاييس، إذا وعدَ وفى، غير عابئ بخطر أو مخاوف:

قال للمرشح الجدِّي:

إنزَل، فنحن سننزل من أجْلِك لم ينزل رمزياً بل نزل بكلِّ ثقله، نزِل بالنواب الذين حصلت عليهم قوى 14 آذار والمستقلون، في إنتخابات العام 2009، أي 74 نائباً لم يكن بينهم النائبان عقاب صقر والوزير نهاد المشنوق الموجود في مؤتمر في تونس. لو نزل المرشح ومعه كتلته المؤلفة من ثلاثة نواب بالإضافة إلى صوته، لكن عدد النواب في مجلس النواب أمس 76 نائباً أي أن نصاب الثلثين كان يحتاج إلى عشرة نواب لتجري الإنتخابات، هكذا كان سيظهر ان عشرة نواب يعطِّلون البلد من الرأس حتى سائر الإدارات، ولو ان المرشح نزل إلى جلسة إنتخابه لكان بإمكانه أن يطلب من عشرة نواب ان يُخرجوا الإستحقاق من المأزق، ولكان ردَّ التحية إلى مَن رشَّحه، الرئيس سعد الحريري ووفَّر له 72 نائباً.

***

قد يتفهَّم الرئيس الحريري عدم إكمال النصاب أمس، لكنه يراهن أنه في نهاية المطاف سيتجاوب أحد الأطراف المقاطعين لينزل إلى جلسة لاحقة ويُكمِل النصاب، فهامش المناورات بدأ يضيق.

الرئيس الحريري أقدم على ما أقدم عليه بكثيرٍ من الفروسية، ويبدو انه قرر تغيير قواعد اللعبة، فهو وبكثير من الطُرفة التي تحمل الكثير من الجدية، بادر الرئيس سائليه عما إذا كان في زيارة وداعية للبنان، بالقول:

لن أودعكم، قاعد على قلبهن إن شاء الله. الذين يحبونني أنا باق من أجلهم، ومن لا يحبونني أنا قاعد على قلبهن.

كم تحمل هذه العبارات من معاني الود لمَن يحبونه، والقهر لمَن يتربّصون به، لكن المسألة الجوهرية هي مسألة إنتخابات رئاسة الجمهورية، فالرئيس الحريري سواء أكان في لبنان أو في الخارج فإن ملفاته معه وهمومه معه ومسؤوليته معه، وتبقى الرئاسة أولوية الأولويات.

***

في المقابل، وحين يقول مرشحه: ان الرئيس الحريري بالقلب، فهذا مؤشر الى المستوى الذي بلغته علاقة الصداقة بين الزعيمين الشابين.

وأبعد من جلسة الأمس، فإن التحالفات بدأت تتبلور اكثر فأكثر، فما بين الرئيس سعد الحريري والوزير سليمان فرنجية أبعد من رفقة انتخابات، بدليل ما قاله رئيس تيار المردة من أن المستقبل هو لنا وللحريري ولنوعية الناس الأوادم في البلد ويجب عدم حرق المراحل، وهناك مثل يقول لنعطي وقتاً للوقت.

إذاً هناك نوع من التلاقي، فالرئيس الحريري يتحدث عن شيء ما في المستقبل ومرشحه يطلب وقتاً.

إن هذه الثنائية التي تبلورت منذ 17 تشرين الثاني الماضي، في لقاء باريس، ما زالت راسخة حتى اليوم، وكدليل اضافي على هذا التحالف، يقول المرشح: أنا أثق بالرئيس الحريري، صحيح ان علاقتي به جديدة ولكن أنا أعرف الناس وأثق بالحريري وبما يفعله. لكن دعوة الرئيس الحريري لمرشحه للنزول الى الجلسة وعدم تلبيتها منه، تقود الرئيس الحريري الى اعتبار انه قام بما تمليه عليه قناعاته الوطنية، أما الجهد الآخر فمطلوب من الآخرين.

***

تأسيساً على العدد الذي حضر الى مجلس النواب أمس فليس بإمكان اي من المرشحين الجديين ان يوفر أكثرية الثلثين في الدورة الإنتخابية الأولى اي 86 نائباً لكن كل هذه السيناريوهات هي من الواقع الإفتراضي الى حين الإنتخابات الرئاسية فإن ضمانة نصف اللبنانيين المعتدلين هي الرئيس سعد الحريري، فمعه لا يمكن الشعور بالفراغ لأنه يملأه حركة سياسية وصدقاً وطنياً في انتظار ملئه دستورياً.