IMLebanon

غموض الحريري على قاعدة «استعينوا على قضاء حاجاتكم بالكتمان»

لم يعقد الاجتماع الدوري لكلتة «تيار المستقبل» النيابية يوم امس كما جرت العادة ليس بسبب سفر رئيسها فؤاد السنيورة الى الخارج، بل تنفيذاً لتعليمات الرئيس سعد الحريري الذي ابلغ نواب الكتلة الزرقاء اثر عودته الى بيروت ان اي اجتماع لها لن يكون الا برئاسته، لا سيما ان واقعاً من التسيب في مواقف نوابها حيال الاستحقاق الرئاسي كاد يصل الى حدود العصيان ما دفع الحريري الى افهام السنيورة الرافض بقوة للسير بالجنرال ميشال عون رئيساً «الامر لي» ومن يريد التغريد بعيداً عن ارادة الحريري فليغرد في مكان آخر خارج التيار الازرق وفق الاوساط المقربة من ايقاع بيت الوسط.

لم يعد الحريري يتحمل او يُحمَّل بعد تراكم الانتكاسات التي اصيب بها بدءاً من وضعه المالي حيث نكب بشركته سعودي – اوجيه من خلال عدم دفع رواتب موظفيها الذي يتخطى عددهم الـ40 الفاً فوفق معلومات الاوساط نفسها ان للحريري في ذمة السعودية ارقاماً مالية تتخطى الاربعة مليارات دولار بكثير لم تدفعها المملكة لاسباب يعرفها الحريري ولا يجرؤ على البوح بها منعاً لنسف ما تبقى له من رصيد معنوي لدى بعض الامراء في القيادة السعودية، فقرر الانطلاق من الصفر لترتيب اوضاعه وفي طليعتها اعادة لملمة شمل التيار الازرق لا سيما وان انفصال وزير العمل اشرف ريفي اصاب منه مقتلاً خصوصاً وانه يشكل حالة حريرية يسعى الى هيكلتها بعدما اطاح بتحالف الحريري والرئيس نجيب ميقاتي في انتخابات بلدية طرابلس اضافة الى طموح ريفي بخوض الانتخابات النيابية في كافة المناطق التي تعتبر خزاناً سنياً من عكار وطرابلس وصولاً الى البقاع الاوسط والغربي ايضاً، ناهيك باستقالة النائب خالد ضاهر من «تيار المستقبل» الذي يملك حيثية وازنة على صعيد القواعد الزرقاء.

وتضيف الاوساط ان الحريري فوجئ لدى عودته وتحريكه للملف الرئاسي املاً في انهاء الشغور من مواقف نواب كتلته النيابية التي شقت عصا الطاعة عليه عبر وسائل الاعلام باعلانهم رفض السير بعون من السنيورة مروراً بالنائب احمد فتفت وصولاً الى جمال الجراح ولم يؤد الطاعة في هذا المجال الا النائب عاطف مجدلاني الذي اعلن بوضوح انه لن ينتخب اي مرشح الا من يختاره الحريري، ولم يغفل الاخير انه حيال عصيان من سيق ذكرهم ان هناك نواباً من كتلته يحاولون «التحرر منها» كالنائب سيرج طورسركيسيان وفق كلام رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، فكان لا بد له من وضع الجميع فوق الغربال كون معركة الرئاسة وايصال اي مرشح الى بعبدا تحتم عودته الى السراي  الكبير الذي ذاق طعمها «ذات دوحة» لم تعمر مفاعيلها كثيراً اذ اطيح بحكومته الاولى فيما كان يقف على عتبة البيت الابيض لمقابلة الرئيس الاميركي باراك اوباما.

وتشير الاوساط نفسها الى ان جولة الحريري الخارجية ولقائه وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف ما كانت لتحصل لو لم يتلقَ ضوءاً اخضر من السعودية لانجاز الاستحقاق الرئاسي، لا سيما وان الرياض توجه من خلال زيارة الحريري لموسكو رسالة الى البيت الابيض رداً على اسقاط «الفيتو» الذي فرضه اوباما حيال قانون «جاستا» من قبل الكونغرس ومجلس النواب الاميركيين، والذي يتيح للمتضررين من «غزوة نيويورك» رفع دعاوى ضد المحكمة السعودية التي تهدد بسحب ارصدتها البالغة 600 مليار دولار من المصارف الاميركية، الا ان اللافت وفق الاوساط نفسها اضفاء الغموض المتعمد من قبل الحريري على خياره الاخير لا سيما وانه لم يتبنَ ترشيح عون ولم يعلن انتهاء مبادرته حيال ترشيح النائب سليمان فرنجية ربما على قاعدة «واستعينوا على قضاء حاجاتكم بالكتمان».