تجري الإتصالات على غير مستوى بغية عدم حصول ما لا تحمد عقباه بين المكوّنات التي تشكّل الحكومة العتيدة، لا سيما أن الساعات الماضية اتجهت نحو كباش بين الحلفاء الذين كانوا على وشك الإحتفال بتأليف الحكومة، لكن ما جرى بعد زيارة الرئيس المكلّف حسان دياب إلى عين التينة، قد بدّل المعطيات، وخصوصاً أن المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير علي حسن خليل، كشف في دردشة مع الصحافيين أن الحكومة ستبصر النور خلال ساعات.
وفي هذا المجال، كشفت معلومات أن ما حصل بعد هذه الزيارة، يشبه الألاعيب المخابراتية من خلال تسريب اسماء والحديث عن مناخ يصب في خانة إزاحة كابوس البيئة الحاضنة للرئيس المكلّف من خلال الإشارة إلى توزير مقرّبين من دار الإتاء، من أجل إشاعة أجواء إيجابية ومريحة للرئيس المكلّف، وخصوصاً أن عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، شكّلت محطة وبداية لتسوية الحسابات بينه وبين «التيار الوطني الحر» باعتبار أنه يرى أنه قد تم إخراجه من السلطة من خلال لعبة كبيرة، ولذلك أراد الرد على مستوى طائفته ودار الإفتاء على وجه الخصوص، وذلك في الوقت الذي يعتقد فيه البعض أن الرئيس المكلّف هو خارج هذه الحسابات، بمعنى أنه ليس هناك من معركة سياسية بين بيت الوسط وتلة الخياط.
وأضافت المعلومات نفسها، أن العديد من المؤشّرات في الآونة الأخيرة تشير الى أنه، وبعد ولادة الحكومة العتيدة، سوف تنطلق معركة سياسية بين تيار «المستقبل» والحكومة الجديدة، حيث ان «المستقبل» سيخوض معارضة شرسة في وجه رئيس الحكومة الجديد والوزراء، وذلك انطلاقاً من اعتقاد المستقبليين بأن الرئيس المكلّف مشى باللعبة وقبل كل المطالب التي قُدّمت إليه، في الوقت الذي كانت فيه المشاورات مستمرة بين الثنائي الشيعي و«التيار الوطني الحر».
ولذا، تقول المعلومات ذاتها، ان الأسبوع المقبل سوف يشهد أجواء تصعيد من قبل بيت الوسط ضد القوى السياسية التي أخرجته من السلطة، ولكن من دون أن يدخل في مواجهة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي لطالما أكد أنه من الأفضل بقاء الحريري في رئاسة الحكومة، حيث انه في حال فشلت الحكومة المقبلة في الحصول على رضى الشارع، وسقطت بفعل الأوضاع الإقتصادية والمعيشية، فعندئذٍ قد تحصل تسوية داخلية يكون عرابها الرئيس بري وتؤدي إلى عودة الحريري إلى السراي الحكومي، ولا سيما أن هذا السيناريو كان متداولاً من ضمن عدة سيناريوهات في الآونة الأخيرة. ولكن المعلومات نفسها، استبعدت أي عودة للحريري بعدما سقطت التسوية الرئاسية، حيث ان المعلومات نفسها نقلت عن أوساط قصر بعبدا أن لا مكان للحريري في هذا العهد، بالإضافة إلى أن تصفية الحساب المتوقعة ما بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل، سوف تقطع الطريق على أي سيناريو من هذا القبيل.
من هذا المنطلق، تحدّثت المعلومات عن مرحلة جديدة في البلد، تؤدي إلى اصطفافات سياسية مختلفة عن المرحلة السابقة، ولكنها لن تكون شبيهة باصطفافات 8 و14 آذار، بل ستكون هناك معارضة نيابية للحكومة العتيدة، بعدما بدا واضحاً التغيير في المزاج الشعبي لدى الناس تجاه زعاماتهم وأحزابهم.