Site icon IMLebanon

في ظلّ هموم جديدة تعاون بين الحريري ودياب

 

لاول مرّة في تاريخه القديم والحديث، يتعرّض لبنان الى مثل هذه العزلة التي يتعرّض لها من العالمين العربي والغربي منذ سنة خلت، بحيث يتابع العالم دولة، لها قيمتها وتاريخها ووجودها الثقافي والعلمي، وهي تعاني ما تعانيه وتكاد تلفظ انفاسها الاخيرة، ولا يعبأ في ان يمدّ لها خشبة انقاذ، بل يشدّ على خناقها يوماً بعد يوم، ويفتح لها ملفات تزيد في اوجاعها ومآسيها، والسؤال، من هو وراء كل هذا الويل الذي يعانيه اللبنانيون، والجواب حاضر وواضح، هو هذه الطبقة السياسية النهمة والفاسدة التي اوصلت لبنان واللبنانيين الى هذا الدرك الذي نعيشه اليوم، ونتمنى ان يبقى، لانه وراء كل 24 ساعة يعيشها اللبنانيون، هناك نكبة جديدة تطل عليهم وتزيد في تعاستهم.

 

آخر التهديدات التي وجهّت الى لبنان مؤخراً، صدرت عن السيناتور الاميركي جين شاهين، حذّر فيها لبنان من عدم اطلاق سراح عامر فاخوري، وهو لبناني الاصل يحمل الجنسية الاميركية متهم بارتكاب جرائم في فترة الحرب وسيحاكم امام المحكمة العسكرية بجنايات تصل في اقصاها الى الاعدام، والا سيواجه عقوبات عدة، كما ان هناك تقارير فرنسية، تحذّر لبنان من عدم تسديد سندات الخزينة المستحقة، لان «طيور القمام» وهذا اسم يطلق على فريق من المرابين ينتهز الفرص لشراء السندات باسعار زهيدة والمطالبة بدفعها، والا الحجز على العملات الاجنبية والذهب وحتى على البواخر والطائرات التي تحمل الهوية اللبنانية.

 

ومما زاد في الطين بلّة ان المصارف اللبنانية اقدمت على خطوة اقل ما يقال فيها انها تقارب الخيانة الوطنية، لانها باعت سنداتها الى صناديق خارجية، يعني الى «طيور القمام» وهنا واجب على الحكومة ان تتحرك سريعاً لمعالجة هذه الجريمة بحق الشعب.

 

***

 

على الصعيد السياسي، هناك خطوات يعمل عليها بكثير من الهدوء، لتقريب وجهات النظر بالنسبة الى معالجة الاوضاع المالية والاقتصادية القائمة، البالغة الصعوبة، بين رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، ورئيس الحكومة الحالي حسان دياب، بدعم ومباركة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، كما ان الباب مفتوح لترتيب علاقات تعاون وتفاهم بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، قد تكون مفتوحة امام حزب الكتائب ونواب مستقلين، دون ان يعني قيام جبهة معارضة في وجه الحكومة ومن يؤيدها من احزاب.